الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز يتمحور فكره حفظه الله حول حقوق الإنسان المواطن والإنسان المقيم في المملكة والإنسان أينما كان ويتضح ذلك في اهتماماته وقراراته وتوجيهاته والتي يؤكد من خلالها كل يوم على تطلعاته لتحقيق أفضل مستويات المعيشة للإنسان المواطن وشريكه في التنمية المقيم على أرض بلادنا الحبيبة وتحقيق بيئة دولية تؤصل لعلاقات محبة وسلام وتعاون واحترام متبادل بين الشعوب في كافة أنحاء العالم في إطار ما ارتضاه الله من اختلاف في الدين واللغة والملامح والسمات بين البشر.
بظني أن كثير من العاملين في الأجهزة الحكومية مسؤولين وموظفين لم يدركوا فكر خادم الحرمين الشريفين بالتمحور حول حقوق المواطن من تعليم وعلاج وإسكان ووظيفة وعمل مناسب لمؤهلاته والحصول على الخدمات الهامة مثل الماء والكهرباء والاتصالات بجودة عالية وأسعار متناولة إضافة لتمكينه من المشاركة الفاعلة في التنمية فكرا وعملا، كما لم يدركوا حرصه حفظه الله على إنجاز كافة متطلبات تمكينه من حصول المواطن على حقوقه على أكمل وجه بالسرعة المناسبة دون تأخير.
كلنا نذكر كلمة الملك الشهيرة «لا عذر» ولكن وللأمانة جاء الكثير بالعذر إلا ما ندر والنتيجة استمرار لضياع حقوق الإنسان السعودي بشكل كامل أو جزئي فضلا عن التأخر في تحقيقها إلا في مجالات قليلة مثل التعليم الجامعي حيث تكاد تكون وزارة التعليم العالي هي الوحيدة التي حققت أهدافها التي وعدت بها في الوقت المحدد حيث أصبحت الجامعات قادرة على استيعاب كافة طلاب الثانوية فما بالنا إذا أضفنا لذلك المعاهد الإدارية والفنية وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ومما يؤكد الضياع والتأخير ما جاء في تقرير ديوان المراقبة عام 2010م الذي بين تأخر تنفيذ عديد من المشاريع الحيوية (أكثر من 3000 مشروع) وتعثر بعضها وتدني جودة التنفيذ، وذلك نتيجة لضعف التخطيط والمتابعة الجادة والتراخي في تطبيق أحكام عقود تلك المشاريع، وضعف الرقابة الداخلية الوقائية في كثير من الأجهزة الحكومية التنفيذية.
تدخل خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة الماضي بمراسيم الخير الملكية التي عالجت في مجملها معظم المشاكل المتعلقة بحقوق المواطن السعودي كانت بلسما لعلاج تلك المشاكل من جذورها من ناحية ورسالة لا مراء في أهميتها وشدتها للمسؤولين والموظفين في الأجهزة الحكومية للقيام بمسؤولياتهم بالتمحور حول حقوق الإنسان ليحصل على حقوقه كاملة دون انتقاص ودون تأخير وبكامل الاحترام لذاته ولوقته، فهل يستوعبوا الرسالة؟ وإذا لم يكن ذلك من البعض الذين يتمترسون باستمرار وراء الأعذار ولا يحملون أنفسهم ولو جزء يسير من أسباب الفشل فالأمل كل الأمل معقود على هيئة مكافحة الفساد التي تتصل مباشرة بخادم الحرمين الشريفين راعي حقوق الإنسان السعودي الأول أن تضعهم تحت المحاسبة ليعملوا أو ليتركوا المسؤوليات لغيرهم ليكون الرجل المناسب بالمكان المناسب.
ختاما كل الشكر لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله وكل الشكر لكل مسؤول وموظف يعمل بكل إخلاص وإتقان لعمله لينجز دون أعذار ونتطلع جميعا لكل مسؤول أو موظف على يقين بأنه دون مستوى الإنجاز ولديه حزمة من الأعذار أن يعالج وضعه ويتصدى لتلك الأعذار بالإنجاز المتقن في الوقت المحدد فلا «عذر» لدينا اليوم قيادة وشعبا فالإنجاز في الوقت المحدد هو المعيار الوحيد للنجاح ولا نرضى بغير ذلك.