بيروت – منير الحافي
وصف رئيس حكومة تصرف الأعمال سعد الحريري الحملة التي تطاول المملكة العربية السعودية والبحرين وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، بأنها حملة اقل ما يمكن أن يقال فيها إنها أمر عمليات خارجي، محذراً «من مخاطر استخدام لبنان، منطلقاً وورقة في تأجيج الصراعات الداخلية في البلدان العربية» وذلك في رد على تصريحات للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من دون تسميته بالاسم. وقال في كلمة له مساء الاثنين، لكن وزعها مكتبه الإعلامي أمس الثلاثاء، خلال استقباله وفوداً من شباب المستقبل وعائلات بيروتية في منزله في «بيت الوسط»: «استمعنا قبل أيام إلى مواقف صدرت عن قيادات رئيسية في حزب الله، خصصت لزج لبنان، في خضم التحركات التي تشهدها بعض البلدان العربية الشقيقة، وهي مواقف تتحرك على أساس أن هناك تحركات «بسمنة» وتحركات «بزيت». وشرح الحريري أن «ما هو مقبول في طهران وعربستان وقم ومشهد، مرفوض في المنامة وغيرها من العواصم، وما هو مرفوض في طهران مقبول في سواها».
وأكد أن «هناك من يريد أن يتخذ من لبنان، ساحة لتصدير الثورات إلى البلدان العربية، ويتصرف مع التحركات الشعبية العربية كما لو أنه الأب الروحي والفكري لتلك الثورات، وهو أمر لا يخالف الحقيقة والواقع فحسب، ويحاول أن يسقط على الحركة الشعبية العربية إسقاطات لا علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، إنما هو أمر يتجاوز حدود التأييد والتضامن، ليجعل من لبنان ورقة في مهب الخلافات الداخلية للعديد من البلدان العربية». وشدد على «أن قيادة حزب الله، تطلب التغيير في البلدان العربية على الطريقة الإيرانية، وهي تريد من اللبنانيين أن يوافقوا على تحويل بلدهم، إلى ساحة لتصدير الثورات، لترتفع أعلام ورايات الحزب في العواصم العربية على الصورة التي ترتفع فيها في بيروت. ونحن نقول بكل صراحة ووضوح، أن هذه السياسة مرفوضة من أكثرية اللبنانيين، التي لا تريد للبنان أن يغرق في سياسات المحاور، وأن يتحول صوته في تأييد الحركات الشعبية العربية، إلى صدى للأصوات الآتية من الخارج، وتلك التي تغدق على بعض الجهات، مما يسمونه المال النظيف وغير النظيف». وختم الحريري قائلاً: «إن الحملة التي تطاول المملكة العربية السعودية والبحرين وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، هي حملة أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها أمر عمليات خارجي، يعمل على توريط لبنان في مسارات إقليمية، لا طائل منها، ولا وظيفة لها سوى الإساءة لمصالح اللبنانيين وعلاقاته التاريخية مع أشقائهم العرب».