بادئ ذي بدء نشكر المولى عز وجل على ما منّ به على هذه البلاد من نعم؛ فقد استبشرنا في يوم الجمعة المبارك برؤية محيا الوالد القائد وهو يرفل بلباس الصحة والعافية، حيث ألقى -أيده الله- خطاباً أبوياً من القلب إلى القلب أثنى فيه على وقفة شعبه الوفي الذين أحبهم وأحبوه أعقب هذا الخطاب الغالي جملةً من الأوامر الملكية الكريمة التي كانت ترجمةً لهذا الحب وأكبر دليلٍ عليه، فقد شملت أوامره رعاه الله كل ما يهم الوطن والمواطن بدءاً بإصدار أمره الكريم بمنح راتب شهرين لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، ومكافأة شهرين لطلاب الجامعات، حيث كان لهذا الأمر أبلغ الأثر في نفوس جميع أبنائه من منسوبي الدولة وبالأخص رجال الأمن، حيث أمر حفظه الله بدعمهم باستحداث 60 ألف وظيفة جديدة وذلك زيادةً في تحصين جبهتنا الداخلية من كل ما يعكر صفو أمننا لا قدر الله، كما أمر أيده الله بترقية جميع الرتب للرتب التي تليها في الوظائف المحدثة في ميزانية هذا العام بما في ذلك مستحقي الترقية، كما أمر أيده الله ووجه مسؤولي القطاعات العسكرية بمناقشة قضايا إسكان منسوبيها وتهيئة السكن الملائم لهم ومناقشة احتياجاتهم في المجال الصحي مع المسؤولين في وزارة المالية فله منا جميعاً الشكر والثناء والدعوات الصادقة بموفور الصحة والعافية، كما لم ينس حماه الله أبناءه من شباب هذا الوطن المعطاء فأمر بصرف مكافأة مقدارها 2000 ريال للباحثنين عن العمل تشجيعاً لهم كما حدد الحد الأدنى للأجور في قطاعات الدولة بـ 3000 ريال؛ كما شملت أوامره الكريمة جميع ما له مساس مباشر بقوت المواطن، حيث أمر سدده الله باستحداث 500 وظيفة رقابية في وزارة التجارة لمراقبة الأسواق وضبط الأسعار، ومحاسبة والتشهير بالمتلاعبين بالأسعار.. كل هذا لحماية المواطنين بعد الله من جشع بعض التجار من ضعاف النفوس، كما شملت هذه الأوامر إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لمحاسبة الجميع أياً كانوا؛ وما هذه الخطوة إلا تتويج وتأكيد لتطلعاته نصره الله، حيث إنها العدو الأول لكل أشكال الفساد والفاسدين.
ومن أوامر الخير والبركة تخصيص مبلغ 250 مليار لبناء 500 ألف وحدة سكنية في جميع مناطق المملكة وتفعيل الدعم السابق لصندوق التمنية العقارية ورفع الحد الأعلى لقرض الصندوق من 300 ألف ريال إلى 500 ألف ريال، حيث إن من شأن هذا الأمر تخفيف أعباء السكن والبناء عن كاهل المواطن، ولا ننسى دعمه حفظه الله واهتمامه بصحة المواطن حيث أمر بتنفيذ وتوسعة عدد من المشروعات الصحية من مستشفيات ومدن طبية وزيادة طاقتها الاستيعابية مما سيكون له الأثر الطيب وانعكاس ذلك على الخدمات الصحية المقدمة للمواطن، كما أمر رعاه الله إنطلاقاً من دستور هذه البلاد الذي هو الشرع المطهر بعدد من الأوامر، حيث أمر بعدم المساس واحترام مقام سماحة مفتي عام المملكة وأعضاء هيئة كبار العلماء تقديراً للعلم والعلماء كما أمر بإنشاء فروع للرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء في مناطق المملكة واستحداث الوظائف لهذا الغرض وإنشاء مجمع فقهي سعودي، وأمره نصره الله بدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بمبلغ 200 مليون ريال، كذلك الأمر بـ300 مليون ريال لدعم مكاتب الدعوة والإرشاد، والأمر أيضاً بـ200 مليون ريال للرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لاستكمال بناء مقراتها في جميع المناطق.
إن المتابع والمنصف يجد أن هذه الحزمة من أوامر الخير تصب في مصلحة الوطن والمواطن ولم تترك شيئاً مما يهم البلاد والعباد إلا وراعته تحقيقاً للتكامل وزيادة في رفاهية مواطني هذا البلد وتوثيقاً لعُرى التلاحم والتكاتف بين أبناء الشعب الوفي وقيادته الحكيمة. حفظ الله هذه البلاد وأهلها وقادتها من كل سوء وأدام عزها وتمكينها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قائد طيران الدفاع المدني