الأمر طبيعي ومعتاد، في منظومة وطنية اجتماعية لا يتوقع منها إلا الخير والبشارة والحب والوفاء، الكل يفخر بما للآخر من ميزات ومسببات للولاء والعرفان، فهي علاقة بين جسدين تربطهما روح واحدة، تهنأ وتسعد وتبتهج بنفسها ولنفسها، وتزيد رفعة وعزة ببعضهما البعض.

تلك هي الرابطة المتينة، والسر الأصيل الذي تمتاز به هذه البلاد، بعزتها ومنعتها وقوتها وأمنها وأمانها، في علاقة شعبها بحكامها، وعلاقة حكامها بشعبها، كونها علاقة تكاملية تظافرية يشد بعضها بعضاً، بتشريع رباني محكم، وبولاء حقيقي وتاريخي ضرب أطنابه في وجدان كل جيل وجيل.

لا يستوعب المواطن قيادة غير قيادته، ولا يعرف الوطن شعباً وحكاماً غير شعب وحكام المملكة العربية السعودية، وفاء وحب وتقدير متبادل، يضمن الحقوق ويؤكد للواجبات، وفق تناسق شعبي وقيادي تحكمه أعراف وقيم نبيلة، تحفظ للكريم كرمه، وللنبيل نبله، وللصدوق صدقه، لتسير عجلة التنمية، وينعم الجميع برخاء وأمن.

نقول الأمر طبيعي ومعتاد، لكل من حامت في ذهنه التساؤلات والشكوك حول جُمع الوفاء والولاء التي ضرب فيها قادة هذه البلاد الكرام وشعبهم الأصيل أروع ملاحم الحب والتقدير والطاعة لبعضهم البعض، فبجمعة الولاء وتجديد الوطنية وحب القيادة التي دحر فيها شعب المملكة كل متربصي الفتنة ودعاة التخريب، إلى جمعة الوفاء التي أمر فيها ملك الشعب بأوامر ملكية أكملت ما هو معتاد ومعمول به من تذليل للصعاب والعقبات التي تعترض رزق المواطن، أو تحول دون استقراره وأمنه بماله وأهله وعرضه، ليعيش الوطن والمواطن بنعيم لم يعهد غيره في ظل تلك الحكومة الكريمة، وتجسدت بصورة حية ماثلة للجميع قيمة الوطنية، التي تجذرت أصولها الشرعية في قلب المواطن والحاكم.

نقول أمر طبيعي ومعتاد لكل الشعوب والبلدان التي تستغرب هذا التلاحم الفريد بين الحاكم والمحكوم، لينتج وطناً مطمئناً متقدماً حضارياً، ولمن يتعجب من تلك اللحمة المتفردة التي ينعم بظلالها أجيال وأجيال، لأننا شعب أصيل، التزم بيعته، ولزم جماعته، وتقرب لله قرآناً وسنة، ولأن ولاة الأمر حفظوا للصغير والضعيف قبل الكبير والقوي حقه، وضمنوا للكل كرامته وعزته.

ليكون الشعب مفخرة القيادة، والقيادة مفخرة الشعب، فما أعظمها من متلازمة.

مدير عام الشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية والتعليم