لقدكان يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الآخر لعام 1432 هـ يوم البشرى العظيمة والبيان الأكيد في كلمة الملك الرشيد الذي برهن أكثر من مرة وفي أكثر من موقف أن هاجسه الأول والأخير ( شعبه ) وهموم أبناء وطنه، ولقد كان الخطاب الذي ألقاه جلالته في يوم الجمعة المذكور دستورا كامل الوصف والتفصيل لأسلوب ومنهج بناء شامل للوطن وتحديث لكل مؤسساته وإجابة واضحة وصريحة لكل سؤال خفي يتعلق بمستقبل هذا الوطن، وقد بدا عليه حفظه الله فخره واعتزازه بأبناء وطنه الذين لم يخيبوا ظنه حيث قال: «كم أنا فخور بكم.. لأنكم صفعتم الباطل بالحق والخيانة بالولاء» ثم أكد بعد ذلك بقوله: «يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائما وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم» ثم خاطب المفكرين والكتاب قائلا: «مفكرو الأمة وكتابها كانوا سهاماً في نحور أعداء الدين والوطن» أما علماء المملكة فقد قال عنهم: «جعلوا كلمة الله هي العليا في مواجهة صوت الفرقة ودعاة الفتنة» وخاطب رجال القوات المسلحة قائلا: «أيها الرجال البواسل في كافة القطاعات العسكرية وأخص بالذكر إخوانكم رجال الأمن في وزارة الداخلية إنكم درع هذا الوطن واليد الضاربة لكل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره , فبارك الله فيكم في كل ما تقومون به».
لقد كان الخطاب الملكي شافيا وكافيا لكل أمراض الوطن والمواطن, أثلج الصدور بسيل من القرارات والأوامر الملكية التي إن جاز لي القول فإني أسميها «قرارات الخير والعطاء» فهي لم تترك جرحا أو ألما إلا وسعت إليه لتضميده بما يمكن إيجاده من دواء. ولقد كان الشعب وفياً مع قائده قبل وبعد صدور الأوامر وأعلن بجلاء ووضوح لكل العالم أننا في بلد أمن كرمه الله بوجود الحرمين الشريفين وقائد ملهم يحكّم شرع الله في أمره وشؤونه وشؤون بلده وعلماء كرام.. وقفوا بكل حزم ضد كل الخزعبلات وغوغائية المرجفين الضالين المضلين الذين يسعون لخراب الديار ونشر الفوضى, فأخرسوا الحاسد وأذناب المجوس ودعاة الفتنة وأوضحوا بكل جلاء خطورة ما يقوم به هؤلاء الأشرار، وأنه ليس له علاقة بالدين أو الأمن أو الأمان وإن الهدف من أراجيفهم بث العداوة والبغضاء والفرقة والتناحر،كما هو حاصل حالياً في كثير من البلدان ولا حول ولا قوة إلا بالله.. هكذا إذا كان عبدالله بن عبد العزيز ملكا يحمل شعبه بكامله في داخل قلبه وفي نبضه لا يهنأ له عيش ولا يرتاح له بال إلا براحة وسلامة مواطنيه, إنه الملك العادل الرحيم المخلص لأمته ووطنه وشعبه, قدم الكثير ووقف مع الكبير والصغير وساند الضعيف والمحتاج وأقام شرع الله وحكم شريعته وأطاع أمره.. وقدر أهل العلم والعلماء ووضعهم في المكان اللائق بهم ووضع طوقا يمنع المساس بهم والتعدي عليهم أو التقليل من شأنهم وهو الساعي بكل قوة لرفع شأن العلم والعلماء وتسهيل مهمتهم ليكونوا عونا على الحق ودعاة له يعملون براحة واطمئنان في بلد الأمن والأمان.
لذا نحن فخورون بك أيها الملك الرشيد ولك بيعة في أعناقنا نجددها كل يوم، ولك الدعاء المخلص من القلوب كلنا نرفع أكفّنا إلى الله سبحانه وتعالى: «أن يحفظك من كل مكروه وأن يديم عليك الصحة والعافية وأن يعينك على أداء واجبك» وأخيرا نقول رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين وكل عام وأنت والوطن بخير..
alfrrajmf@hotmail.com