(.. كم أنا فخور بكم، والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم..) بهذه الكلمات المضيئة نوراً وطهراً وسمواً، خاطب الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله شعبه الوفي الأمين ظهر يوم الجمعة الماضي، 13 ربيع الثاني 1432ه، لتستقر لحناً عذباً في ذاكرة الإنسان السعودي أمداً طويلاً.
كان أبو متعب حفظه الله يعلق بفخْر وعرفان على وقفة الولاء لهذا الشعب العظيم يوم الجمعة قبل الأخيرة الموافق 6 ربيع الثاني 1432هـ برفضه، تجاهلاً وصمْتاً، الدعوة النكراء للتظاهر في أماكن معينةٍ من مدينة العز الرياض تحت مظلة (المطالبة بالإصلاح).
الله وحده يعلم زيف تلك الدعوة وما تخفيه صدور مطلقيها من كيدٍ وحقدٍ وما تضمرُه أنفسهم من لؤم وظلم، ولذا، ارتدّتْ إلى أصحابها خاسئةً خاسرةً، فلم يستجبْ لها أحدُ من أبناء وبنات هذا البلد الطاهر، ووقفوا صامدين تمسكاً بشرعهم وشرعيتهم!
لقد أثبت هذا الشعب الأمين تمسكه بثوابته وولائه وشرف البيعة في عنقه لولي أمره، فأخرس بتجاهله ألسنة الإفك والعدوان، وكانت تلك الجمعة بحق (جمعة الولاء) بأسمى معانيها، وجاءت وقفة الشعب الأبي وكأنها (استفتاء) بين خيارين: إما الأمن والأمان والسلام.. وإما الفتنة والدمار والموت الزؤام! وتلقى مهرجو الفتنة ومروجوها (صفعة) قاسية من الشعب الوفي يقول باعتداد وإصرار: لا نريد بديلاً لشرعيتنا وأمننا ورخائنا، الاستسلام لزمرة من الولاءات المشبوهة تفتننا في ديننا ودنيانا!
ثم جاءت الجمعة الأخيرة قبل يومين ليقيم الملك المفدى من خلالها (مراسم) الفرح العارم لهذا الشعب القوي الأمين، وليعبر له بأكثر من كلمة بليغة ورمز جميل عن حبه وشكره وتقديره، فكانت كلمته الرائعة، معنى ومبنى، دليلاً بليغاً على الحب والعرفان تلتها أوامر الخير (العشرون) التي شملت سحائبها هذا الشعب بأطيافه وأطرافه، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، لم تدع قطاعاً إنسانياً ولا تنموياً إلا وخصصت له من الدعم المالي السخي ما يستحقه، فعمت بشائر الخير الجميع: قطاعات الأمن والإسكان والصحة والتعليم إلى جانب الموظفين والمتقاعدين والمستفيدين من الضمان الاجتماعي والطلاب الجامعيين في الداخل والخارج وغير أولئك وهؤلاء كثيرون، وليتحول بذلك عسر الجميع يسراً على نحو لم تشهد له البلاد مثيلاً من قبل، وتزامن مع هذه المبادرات السامية إعلان قيام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وتعيين رئيس لها من أبناء هذا الوطن بمرتبة (وزير) يتمتع بصفاتٍ وخبراتٍ تؤهله بإذن الله لحمل أعبائها.
وبعد، فشكراً لك من الأعماق يا سيدي خادم الحرمين الشريفين أيدك الله، لكل ما تفعله خدمةً لشعبك الوفي، وشكراً لأبناء وبنات هذا الوطن الذين وأدوا بصمتهم وصمودهم خفافيش الفتنة في مهدها، لتكون كلمة الله هي العليا، ولتبوء الفتنة وأصحابها بالخسران المبين.
حفظ الله بلادنا من شر الأشرار وكيد الكائدين، وحفظك يا سيدي وسمو ولي عهدك الأمين وسمو نائبكما الثاني حصناً منيعاً لهذا الوطن ودرعاً واقياً لأمنه واستقراره وآخر الدعاء أن الحمد لله رب العالمين.