اليوم، وفي ظل خَطْب عصيب يمر على الأمتَيْن العربية والإسلامية من المغرب إلى المشرق، وما يُحاك ويحبك خلفها من إثارة إلى الفتنة والفوضى بين شعب البلد الواحد، حقاً قد لا يعلم الجميع ما هي الأهداف والغايات المبطنة وراء مثل هذه التطورات الخطيرة في البلدان العربية عامة، والسعودية على وجه الخصوص، فإن كان الهمّ الأكبر والقلق الذي يوقظ مضاجعهم هو عملية الإصلاح التي يدعون فلقد ذكر وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في تصريحه الأخير، وبالحرف الواحد، أن الإصلاح لا يتم إلا بالحوار لا عن طريق المظاهرات. نعم، بالحوار الذي لا يُعدّ وليد اللحظة أو بالمصادفة؛ حيث ساهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إنشاء مركز متخصص للحوار الوطني منذ سنوات، وكذلك أبواب القيادة السياسية مفتوحة لتقبُّل أي مقترح أو مطلب قد يساهم في تطوير المنظومة السعودية بشرط توافقها مع الشريعة الإسلامية، وإن كانت بغير ذلك الحوار فبعون الله تعالى ستكون الترسانة الأمنية السعودية لهم بالمرصاد.
اليوم، ومرة أخرى، نرى ما يجري في وسائل الإعلام المختلفة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي من حملة شرسة لشحن الجو العام السعودي بإثارة الفتنة والفوضى، متناسين واحدة من نِعَم الله سبحانه وتعالى على عباده، نعمة الأمن التي أصبحت السعودية وبهذه النعمة الربانية نموذجاً أمنياً فريداً من نوعه ذا مواصفات عالمية؛ فهنا لا نريد ذكر ما تبقى من النِّعَم؛ فالأمن وفي هذه الأحداث يكفي وحده.
صدقاً وأمانةً، فاليوم، وفي استفتاء وطني غير عادي، أثبت الشعب السعودي النبيل بأطيافه المختلفة كافة للعالم بأسره أنه قادر على تحدي الصعاب بالالتفاف الحقيقي حول القيادة السياسية لهذا البلد، ضارباً أروع صور اللُحمة الوطنية الصادقة؛ حيث تعامل السعوديون مع الموقف بكل حكمة وحنكة بعدم الالتفات إلى تلك الأكاذيب والتأويلات.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ بلادنا من كل مكروه.
- عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام