نعم لقد صدق الله وعده (اللهم اجعل هذا بلداً آمناً مطمئناً)، وسيظل بمشيئة الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. هذا البلد الذي يحتضن الحرمين الشريفين المسجد الحرام الذي تهفو إليه أفئدة العالم من شتى بقاع العالم لتجد فيه الرحمة والسكينة والغفران والتطهر من أدران الحياة الزائفة، ومسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام مسجد المدرسة المحمدية ومثوى نبيه صلى الله عليه وسلم.
لقد عاش هذا الوطن الجمعة الماضية في حالة ترقب بسبب ما كانت تتداوله خفافيش الظلام من خلال المواقع الإلكترونية ورسائل الجوال وتحرض عليه من الخروج على ولاة الأمر في مظاهرات زائفة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لتفتيت لحمة الوطن ووحدته مع قيادته قلباً وقالباً كالبنيان المرصوص، ولكن الله خيب ظنهم ورد كيدهم في نحورهم. إن خفافيش الظلام تحاول من خلال شعارات زائفة مفرغة من المضمون ومن المصداقية لتحرك بها البسطاء من الناس ليكونوا لهم وقوداً لتعم الفوضى ويختل الأمن ويعم الخراب والدمار وتتعطل مصالح البلاد والعباد.
إن المستفيد مما يجري في المنطقة العربية من أحداث دول معروفة ولا تحتاج إلى إيضاح هدفهم هو التباكي على حقوق المواطن يبنما هم من بدأ يشحذ السكين. لقد رأينا وشاهدنا ما جرى ويجري في العراق وأفغانستان من مذابح وصراعات وإخلال بالأمن راح ضحيتها ملايين الضحايا وشرد من شرد، إن المواطن أولى بوطنه وهو من يحرص كل الحرص على الحفاظ على مكتسبات وطنه.
من هنا علينا كمواطنين أن نكون واعين تماماً لما يحاك ضدنا من مؤامرات أصبحت واضحة الأهداف والغايات ومن هم وراءها يتمسحون بمسوح الدين وبالدفاع عن حقوق المواطن بينما هم أبعد ما يكونون عنها.
علينا أن نضع أيدينا في أيد قيادتنا الرشيدة ورمزها وباني مجدها ملك القلوب وملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الملك الإنسان الذي فتح قلبه قبل أن يفتح مجلسه للقاصي والداني ليسمع لكل محتاج ولكل شاكٍ.
هذا الملك الذي جعل الحوار مسلكاً ومنهاجاً حضارياً في هذا الكيان العظيم. فإن كانت هناك مطالب فيجب أن تُطرح بأسلوب حضاري رصين بعيد عن التشنج والغوغائية لأننا بشر والبشر خطاؤون فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ. أما ترويع الآمنين وقتلهم بحجة مطالب فاسدة تنم عن جهل مطبق ومن خلال أبواق مأجورة قبعت في جحورها واتخذت من المواطن وقوداً لها، فهذا أمر مرفوض شرعاً وعقيدة ومنهاجاً، وكل شرائح وأطياف المجتمع ترفضه.
قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (..وكونوا عباد الله إخواناً). إن ديننا الحنيف شرع لنا كل ما يخص حياتنا الدنيوية من طاعة أولي الأمر وأن ترد الأمور إلى الله ورسوله لا إلى الفوضى والغوغائية وأمور يتزعمها الجهلة يسعون لخدمة مصالحهم.
فعلينا كمواطنين أفراداً وجماعات أن نكون واعين يفظين مما يحاك ضدنا وضد مكتسبات وطننا الغالي وأن نلتفَّ حول قيادتنا الرشيدة وأن نكون راقين في أسلوب الطرح لمطالبنا لأننا شعب قد شرفنا الله بأطهر بقعة على الكرة الأرضية، وقيادتنا قيادة تملك الحكمة والحنكة التي من شأنها إحقاق الحق وانصاف المظلوم.
اللهم احفظ مليكنا وقائدنا وأيده بنصرك وانصره على من عاداه ليكمل مسيرة البناء والنماء لهذا الكيان العظيم.. اللهم آمين.