|
حينما أعلن الديوان الملكي، بأن هناك كلمة سيلقيها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، مشفوعة بمراسيم ملكية، يوم الجمعة. كان الزمن المتبقي لإعلانها ثلاثة أيام والتي حدد توقيتها بعد صلاة الجمعة بتمام الساعة الثانية ظهرا.. كان المواطنون طيلة هذه الأيام الثلاثة وهو اليوم المحدد للكلمة والمراسيم، كان ذلك الإعلان أو الخبر، الذي نقلته وكالة الأنباء والمحطات الفضائية المحلية والعربية، فضلا عن إشارة الصحافة ورسائل الجوال عنهما، كان ذلك كله هو حديث المجتمع وتساؤله عما ستأتي عليه الكلمة والمراسيم. وفي الجمعة المباركة بعد تأدية الصلاة عدت لمنزلي مسرعا ليس كالمعتاد، لكي أتمكن من سماع الكلمة والمراسيم.. فكنت كغيري أتلمس ب{الريموت} المحطات الفضائية بلهفة عما ستسفر عنه الكلمة والمراسيم.
وفي الثانية ظهرا وعبر القناة {الإخبارية} كانت إطلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كافية وكفيلة بمشاهدته معافى متعافي وهو يلقي كلمته نحو شعبه تخلل الكلمة الكريمة عبارات حنونة تلامس الوجدان من أب لأبنائه وبناته وكافة المواطنين.. فقد كانت الكلمة الجامعة محبة للوطن والمواطن. الوطن الذي يعتز به شبابه وشيوخه ونساؤه، محافظين على وحدة كيانه ومكوناته، وقد بذل ويبذل الجميع كل سبل التضحيات لأجل أمنه وأمانه. لذلك استحق المواطن هذه المكرمات الملكية التي أوتي بها لأجل راحته وتحسين ظروفه المعيشية والحياتية في عدة نواح خيرة وحسنة، أعجز عن تعداد التفاصيل الجميلة عنها!!
هذه المراسيم الخيرة المباركة.. صدقوني كانت متوقعة حسب تداول الحديث بين المجتمع فور الإعلان عن الكلمة والمراسيم، إلا أن عنصر المفاجأة كان يكمن في التفاصيل عنها، رغم إجماع الكل أنها ستأتي بالخير على المواطن.. وها هي أتت حسبما أعدت ومثلما هو متوقع من الأب الملك المفدى أطال الله بعمره.
كانت قد مرت بنا جمعتان، الأولى كنا خائفين، بها قلوبنا وجلة متوجسة على مجتمعنا ووطننا مخافة أن يحصل شيء من مكيدة الأعداء الداعين لإثارة القلاقل والفتن بدعوة المجتمع بالتظاهر والخروج على طاعة ولاة الأمر والعبث بالوطن لكي تعم الفوضى بالبلاد والعباد، مثلما حصل في تونس ومصر.. ولكن كان وعي المجتمع أكبر من ألاعيب {أبالسة} التفرقة والشتات، فكان رد مجتمعنا النبيل المحب لمليكه وأهله ووطنه. أكبر وأذكى مما كان يتصوره دعاة الضلالية والمفسدين.. فرُد كيدهم لنحورهم وخُيبت آمالهم من بينهم سفيه لندن وعصبته الخائنة.
الجمعة الثانية هي الجمعة المباركة، فكان الرد الذي لا يقبل من أحد، كائنا من كان، المساومة والمزايدة على الشعب السعودي الأبيّ المحب لمليكه ووطنه ومواطنه.. كان ذلك الرد السامي الكريم هو ما تمثل بكلمة ملكنا الكريم عبد الله بن عبد العزير وحكومته الرشيدة وما تلاه من مراسيم ملكية، تصب في صالح الوطن والمواطن.. ومن المؤكد أنه بعد صدورها فوجئ وفجع بها أعداؤنا الذين كانوا يضمرون لنا كل مكروه ومكر. وصدق أعز من قال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }.