|
لا شك أن ما صدر في هذا اليوم من أوامر ملكية تشكل امتداداً للقرارات الملكية التي تعوَّد عليها أبناء هذا الوطن من لدن خادم الحرمين الشريفين، وهي بحق تعكس مدى حرص قائد المسيرة على شعبه ووطنه، حيث منحهم الحب فبادلوه إياه حباً ومودةً وعطاءً، تعلقت قلوبهم بقائدهم عندما غادر البلاد، ولهجت ألسنتهم بالدعاء له بالشفاء العاجل والعودة سالماً معافى إلى بلده وشعبه، ووقفوا ضد كل مغرض وعدو لهذه الأمة ولهذا البلد عندما أراد ضعاف النفوس أن يشعلوا الفتن، ويتلاعبون بعواطف الناس، من خلال الفتن التي ظهرت في بعض البلدان العربية. لقد عرف أبناء هذا البلد حرص قيادتهم عليهم، وتفانيهم في توفير سبل العيش الكريمة لهم، فبادلوا العطاء بعطاء، ولقد قال لهم مليكهم «أنا بخير ما دمتم بخير» فردد أبناء هذا الوطن صغاراً وكباراً.. رجالاً ونساءً «نحن بخير ما دمت يا خادم الحرمين بخير».
إن هذا التلاحم يجسد صورة رائعة لن أستطيع وصفها حيث تقف الكلمات عاجزة عن التعبير عنها، ومهما تحدث عنها أصحاب البلاغة والكلمة فلن يحيطوا بجميع تفاصيل العلاقة بين القيادة والمواطنين في هذا البلد الكريم.
الأوامر الملكية التي صدرت يوم الجمعة 13 ربيع الآخر شاملة وكريمة، حيث لم يترك خادم الحرمين الشريفين فئة من الفئات إلا وغمرها بكرمه، ومنحها اهتمامه، وخصها بعطائه. كما أنه يحفظه الله أكد على ثوابت هذا الوطن ودستوره المستمد من كتاب الله وسنة نبيه حيث اهتم بالعلماء واعتبر التعرض لهم من التعرض لهذا الوطن، بل وجه يحفظه الله بأهمية العلم وأهله من خلال اختيار العلماء الأجلاء لتولي أمر الفتوى والمؤسسات الدينية، بل دعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حثاً لهم على القيام بواجبهم وتسهيلاً وتمكيناً لهم للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
كما أن الأوامر الملكية شملت كل ما يوفر لأبناء هذا الوطن العيش الكريم والرفاهية مع التأكيد على القضاء على الفساد والوقوف سداً منيعاً في وجوه كل من يخالف الأنظمة ويخون الأمانة.
إن المسؤولية تقع في هذا الوقت على عاتق أبناء هذا الوطن بأكمله ليردوا الجميل بأحسن منه، وفاءً والتزاماً وخدمةً لدينهم ثم مليكهم ووطنهم بالجد والاجتهاد والحرص على مقدرات هذا الوطن.
شكراً لله لكم يا خادم الحرمين ما تبذلونه لأبنائكم وحفظ الله لنا ديننا وقيادتنا وأمننا، والله نسأل أن يديم على هذه البلاد أمنها ورخاءها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، كما نسأله جل وعلا أن يوفق هذا الوطن وشعبه لكل خير وأن يسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة.
(*) جامعة الملك سعود