ما زالت مشاعر الحب والمودة والفرحة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سالماً معافى بعد الوعكة الصحية التي ألمت به -أقول- مازالت تلك المشاعر مستمرة هنا وهناك شباباً وشيباً وطلاباً وطالبات كل يعبر عن الفرحة بطريقته الخاصة من احتفالات ومهرجانات وغيرها وليست تلك المشاعر الفياضة غريبة على الشعب السعودي الوفي لقيادته الرشيدة والتلاحم بين الراعي والرعية الذي هو نهج راسخ في مملكتنا الغالية منذ نشأتها حتى أينعت اليوم قطافاً نتفيأ ظلاله أمن وارف ورغد في العيش وتواصل بين أبناء المجتمع بكل فئاته وأمكنته سواء في الشرق والغرب أو الشمال والجنوب، وإنني أقف احتراماً وتقديراً لتلك القامة الشامخة بالعز والسؤدد والتواضع في نفس الوقت لهذا المليك الذي اعتذر للجميع بقوله (أرجوكم أن تسامحوني لعدم مصافحتكم) قالها بكل حب وتواضع لأبناء شعبه الذين يكنون له نفس الحب والدعاء وإنني أتطلع من كل فرد أن يقتبس من تلك الأخلاق العالية لحياته ويتعامل بها مع الجميع ليستمر الحب والمودة والتلاحم بين أفراد المجتمع.
كما أن إطلالة خادم الحرمين الشريفين المشرقة والتي أطلت معه تلك القرارات الملكية التي تخدم الوطن والمواطن بكل فئاته مما زادت الأفراح التي تباشر بها الجميع صغيرهم وكبيرهم وأن تلك الأفراح الغامرة والأمن يتطلب من الجميع المحافظة عليها بالشكر لله المنعم أولاً ثم بالوقوف صفاً مع القيادة الرشيدة في وجه كل فاسق ومغرض يريد بهذه البلاد والتي تحتضن الحرمين وقبلة المسلمين أجمع التفرقة وزعزعة الأمن والتلاحم، وإنني هنا أشيد بما صدر عن الجهات الأمنية المختصة من التحذير من الانسياق وراء الدعوات المشبوهة والتي تغذى من الخارج وبعض السذج من أبناء البلد الذين ينصاعون خلف كل ناعق ولو كان في الظلام الدامس، كما أحيي هبة هيئة كبار العلماء الذين أصدروا بياناً حذروا فيه من المظاهرات والفتن التي لا تجلب للبلاد والعباد خيراً مؤكدين على المحافظة على الجماعة التي هي من أعظم أصول الإسلام وهي مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز وعظم ذم من تركه إذ يقول جل وعلا {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}, إن الأمانة كبيرة في أعناق الآباء والأمهات لتربية أبنائهم التربية السليمة بحيث ينشأ هؤلاء الأبناء صالحين ومدركين ما يتوجب عليهم تجاه وطنهم الغالي والمحافظة على مكتسباته.
عبدالعزيز بن ناصر البراك