بداية لا بد من تقديم الشكر الجزيل لصحيفة الجزيرة لاستقطابها هذه الكوكبة من الكتاب المميزين المهتمين بقضايا المجتمع وهموم الوطن أمثال جاسر الحربش ومحمد علوان ومحمد آل الشيخ ويوسف المحيميد وسعد الدوسري مع حفظ الألقاب وهذه حقيقة واضحة لكل متابع لأن الصحافة هي المرآة التي تعكس نبض الشارع ونحن في هذه المرحلة بحاجة إلى أمثال هؤلاء ممن يتميّزون بالطرح الصادق والصراحة الواضحة التي تهدف للصالح العام. ثانياً في عموده بجريدة الجزيرة ليوم الخميس 28-3-1432 ه كتب الأستاذ محمد آل الشيخ تحت عنوان (حماية النزاهة ومكافحة الفساد) حيث أعاد ما سبق أن كتبه عن احتكار شركتين للمشاريع واستئثارهما بالعقود الضخمة التي يتم ترسيتهما على هاتين الشركتين دون غيرهما من الشركات الأخرى مما أثار الكثير من علامات الاستفهام حيال ذلك!! علماً بأن علامات الاستفهام وغيرها من التساؤلات لم ولن تأتي بالجواب الشافي ونتمنى ألا يكون الجواب مثلما قال أحد الزعماء العرب السابقين والذي تنحى أو نُحّي من منصبه حينما قال في إحدى إجاباته حيال بعض الانتقادات التي كانت تتردد إبّان فترة حكمه (خليهم يتسلوا). نحن ندرك أن خادم الحرمين حفظه الله قد طالب بالشفافية والمكاشفة ولكن السؤال لماذا لا يفعل المسؤولون هذا النهج وذلك التوجه فالمواطن لا يريد أن يكون هذا التوجه مجرد امتصاص للحماس والتنفيس لما يجول في خواطر المواطنين ولكن نريد أن يكون له تفعيل حقيقي لكي يشعر المواطن بأن هذه التوجهات سوف تقضي على الهواجس التي تحيط به وأنها سوف تبني مستقبله الذي يأمله.. ولعل الجميع يشاركون الكاتب آل الشيخ بتلك التساؤلات التي أصبحت مثار العجب!! فهل من المعقول بأن بلداً بحجم المملكة وإمكاناتها الاقتصادية ومشاريعها الضخمة التي تقدر بمئات المليارات لا يوجد بها سوى هاتين الشركتين القادرتين على تنفيذ تلك المشاريع أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ خصوصاً إذا لاحظنا أن أكثر المشاريع التي يتم ترسيتها على هاتين الشركتين يتم تنفيذها من الباطن من قبل شركات أخرى!! إذاً لماذا والحال كذلك لا تتم ترسية بعض تلك المشاريع على الشركات المنفذة فعلاً لتلك المشاريع دون المرور على الشركتين المذكورتين.. أما التساؤل الذي طرحه الكاتب محمد آل الشيخ والذي يقول لماذا لم تطرح أي من الشركتين في المساهمة العامة مثل غيرهما من الشركات الكبرى التي تم طرحها سابقاً فكما قال غوار الطوشة: (إذا أردنا أن نعرف ما في إيطاليا فعلينا أن نعرف ما في البرازيل) منذ سنوات وعندها ربما نعرف لماذا لم تطرح هاتان الشركتان للمساهمة.
صالح عبد الكريم المرزوقي