عندما تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981 في أوج الحرب العراقية الإيرانية كان ترجمة لتحالف دفاعي خليجي ضد الدعوات والتحركات والأطماع الإقليمية، وبالتحديد الإيرانية. وقد التأم الخليجيون العرب في منظومة مجلس التعاون التي ظهرت للوجود بوصفها منظمة إقليمية سياسية اقتصادية فاعلة، ثم أُنشئت قوة درع الجزيرة عام 1982؛ لتشكل الذراع العسكرية لمجلس التعاون، التي ظهرت فعالياتها أثناء العدوان العراقي على الكويت؛ حيث شاركت قوات درع الجزيرة في عمليات تحرير دولة الكويت، كما ساهمت قوة منها في تطهير مدينة الخفجي السعودية التي تسللت إليها قوات عراقية معادية.
وقد أخذت دول مجلس التعاون تطور قوة درع الجزيرة التي اتخذت من مدينة الملك خالد العسكرية مقراً لها، وأخذت تنمو وتكبر لتصبح قوة عسكرية ضارية لا يُستهان بها؛ ولهذا كانت قوات درع الجزيرة حاضرة في ذهن وفي اعتبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في دول مجلس التعاون عند تدارس المخاطر الأمنية والعسكرية التي تتعرض لها دول المجلس. ولقد تضمنت الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين دول المجلس بنوداً كثيرة شكلت اتفاقية التعاون العسكري المشترك إطاراً قانونياً لها لتعطي دوراً كما لقوات دول المجلس الأخرى عند تعرُّض أي دولة من دول مجلس التعاون الست لأي تهديد أمني أو خارجي.
واليوم تهبُّ قوات درع الجزيرة للدفاع عن مملكة البحرين؛ كون أمن البحرين لا يتعرض لتهديد داخلي بل أيضاً لتهديد خارجي لم يعد يخفى على أحد.
ومملكة البحرين تقع في الخط الأمامي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي؛ ولهذا فإن تحرُّك قوات درع الجزيرة للقيام بمهامها لحماية المواقع الاستراتيجية ومساعدة القوات البحرينية في إعادة الأمن والهدوء لمناطق وشوارع البحرين التي تتعرض للتخريب والإرهاب يُعدُّ عملاً دفاعياً وحماية ليس لمملكة البحرين فحسب - رغم أنه يُعدُّ واجباً مشروعاً - بل أيضاً للدفاع عن منطقة الخليج العربية التي تهددها المخاطر من خلال محاولة استغلال قوة إقليمية انتهازية الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية لتحقيق أطماعها التقليدية بأدوات محلية انحازت إلى انتماءاتها الطائفية ضد المصالح الوطنية العليا.
JAZPING: 9999