الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد كثر الكلام في هذه الأيام عن الوسطية وصارت تعقد لها المؤتمرات والندوات وتلقى فيها الخطب والمحاضرات، ومنهم من اقترح تدريسها في المدارس والمعاهد والجامعات وذلك لما وجد تياران متضادان يتجاذبان الشباب: تيار التشدد والتطرف، وتيار التساهل والانفلات وكأن من ينادون بالوسطية لم يعلموا أن منهجها الصحيح موجود في الكتاب والسنة وفي كتب علماء السلف وفي الكتب التي ألفت على منهج السلف وقررت في دور التعليم ودروس المساجد، فأصبح حال هؤلاء الذين ينادون بنشر الوسطية والاعتدال كما قال الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول
ذلك لأن كثيراً من المثقفين والصحفيين قالوا إن الكتب الدراسية التي قررت ودرست في المدارس والمعاهد والجامعات تعلم التطرف والغلو فتأثر بهذه الدعاية من سمعها أو قرأها حتى ظهرت حملة شعواء تطالب بإلغاء هذه الكتب الدراسية وإنشاء كتب بديلة عنها، ولكن هذه الكتب البديلة من يتولى تأليفها، وهل هو على مستوى مؤلفي الكتب القديمة وما مضامينها، هل هي مضامين الكتب القديمة فتكون إذا أتت بما يحذرون، أو تكون مضامينها الكتب الثقافية الفكرية فتكون لا تسمن ولا تغني من جوع.
أيها الإخوة إن كتب المقررات القديمة المستمدة من المنهج السلفي أنتجت رجالاً مؤهلين قاموا بالمهمات خير قيام، ولم يكن عندهم تطرف ولا غلو وإنما وجد التطرف لما انعزل الشباب عن الكتب القديمة واستقلوا بفقههم وأفكارهم وتركوا الدراسة في دور العلم والمساجد وتغذوا بالأفكار المنحرفة التي تشتمل عليها كتب المفكرين المعاصرين الحماسيين.
فارجعوا إلى رشدكم وتعلقوا في أمركم وردوا الأمور إلى نصابها.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
- عضو هيئة كبار العلماء