لم يعد الأمر خافياً على كل مواطن في دول الخليج العربية من أن هناك عملاً مدبراً وخططاً تُنفَّذ الآن للاستفادة مما يحدث في بعض الدول العربية لإرباك دول الخليج العربية، ونقل عدوى الاضطرابات والاحتجاجات.
ولا يحتاج المتابع إلى خبرة المختص ليعرف أن ما جرى في عدد من دول الخليج العربية من محاولات خلق فتنة واضطرابات من خلال المظاهرات وراءه محرضون وداعمون بل منهم - وبلا خوف ولا حياء - مَنْ يضع الخطط ويقود الاضطرابات.
في مملكة البحرين نموذج لهذا العمل العدائي الذي كشفته الوثائق التي حصلت عليها الأجهزة المختصة بدول المنطقة، والتي أوضحت أن دوائر من النظام الإيراني تعمل دون كلل وبدعم من المرشد الأعلى للنظام على تأجيج الأوضاع في دول الخليج العربية لتسريع تنفيذ أطماعهم في ضم أو فرض هيمنة النظام الإيراني على المنطقة. ولمخابرات النظام الإيراني وخلاياه النائمة أساليبها وطرقها التي وُضِعت في طهران وقم، والتي تعتمد على إشعال المظاهرات والاضطرابات ودفع أجهزة الأمن في دول الخليج العربية للاصطدام بها من خلال استفزازها وجرها إلى مناوشات هدفها سقوط جرحى بل وحتى قتلى، وتوظيف ذلك كوقود لاستمرار التظاهر والاضطرابات وتصعيدها دائماً من خلال رفع سقف المطالب من أجل إفشال أي حوار أو مبادرات تقوم دول الخليج العربي بها لتحقيق إصلاحات تزيد مما يتمتع به أبناء الخليج العربي من رفاهية مقارنة بما هو موجود في إيران التي تمنع الأقليات العربية الكردية والبلوشية التي تُشكّل جميعها أغلبية في مواجهة الأقلية الفارسية؛ حيث إن نظام الملالي في طهران يمنع العرب والأكراد والبلوش من التحدث بلغاتهم، ويُضيِّق على علمائهم من أهل السنة والجماعة، ويُقدِّم شبابهم للمشانق.. ومع هذا نجد محطة «العالم» الإيرانية الموجَّهة للعالم العربي تنشغل بمظاهرات البحرين، وتفتعل مظاهرات في مدن سعودية.. مظاهرات لا وجود لها إلا في أحلامهم المريضة، وتتجاهل ما يجري في الأحواز وكردستان إيران وبلوشستان بل وحتى في شوارع طهران التي تشهد كل يوم تضييقاً وقمعاً للإصلاحيين.
إيذاء للجيران العرب من دول الخليج العربية، وتضييق وقتل للمسلمين داخل إيران من عرب وبلوش وأكراد، ومع هذا يسمون أنفسهم «الجمهورية الإسلامية»!!.. بئس ما يفعلون.. إنهم قومٌ ضالون.