تابع الطلاب المبتعثون بتوجل وترقب الأحداث التي تعصف بمختلف بلادنا الإسلامية في الأيام القليلة الماضية. وقام المرجفون بإعلان ثورة حنين لأجل أن يثبتوا للعالم أن الشعب السعودي مكبوت ومقهور وأنهم المنقذون الوحيدون بعد الله.
فأتت الأقوال والأفعال مكذبة لإدعاءاتهم ولتبرهن للعالم بأسره أن ما يقوم به السبأيون ما هو إلا إثبات لفشل آرءاهم ومخططاتهم.
وبعد صلاة الجمعة الماضية قمنا بعمل رحلة استجمام على نهر التايمز مع عدد من الزملاء المبتعثين بمدينة اكسفورد وتبادلنا الحديث والمشاعر عن حال أهلينا وبلدنا وولاة أمرنا فحمدنا الله على أن من علينا برجال رحماء صانوا كرمتنا وحفظوا لنا ديننا.
وكما ذكر لي أحد الزملاء القائمين على أحد منتديات الطلاب ببريطانيا بأنه قام بإغلاق الموقع لمدة ثلاثة أيام والذي يدخله آلاف الزائرين يوميا لوجود تذمر من القراء بسبب دخول بعض أهل الزيغ والاهواء والذين يحاولون إملاء قلوبنا على وطننا وأمتنا ويروجون الولاء لأئمتهم خارج المملكة مما عكر علينا صفو الدراسة وجعلنا في سجالات معهم لا جدوى منها كما قمت بمناقشة الوضع القائم مع العائلة الإنجليزية التي أسكن معها وأكدوا أن وقفة الشعب مع العائلة المالكة أثبت مدى رضانا عنهم وأنهم ما حازوا على هذا الرضى إلا بجدارتهم وقناعتنا بذلك رغم أن الفرصة مهيأة للتغيير، كما كنت هذه اليلة في شارع اجوارد رود والذي يرتاده كثير من العرب فوجدت ثلة عليهم ظاهر الصلاح ويوزعون منشورات تدعو إلى الخروج على حكام المسلمين وفي مقدمتهم ملكنا المحبوب فقبلت صورته ومزقت الكتابة وقررت مراقبة الموقف فوجدت أن كل من ألقى نظرة على الورقة في ثواني لم يضع وقته حتى النهاية بل يقوم بتمزيقها أمام أعينهم.
فكأن لسان الحال يقول لا مجال لهؤلاء السفهاء الذين يدعون للخروج على الحكام لتعاملهم مع حكومات الغرب.
وهذا هو عين التناقض فإن كان الأمر كذلك فلماذا لم يبدأوا بأنفسهم ولا يقيموا بين أظهر هؤلاء الناس الذين أباحوا التعامل معهم ولم يجدوا من ذلك ضيرا في الإنكار على الحكام باتخاذ مايرونه في مصلحة شعوبهم{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحج إن دعوة حنين كانت اختبارا للحاكم والمحكوم نحتفل بنجاحها هذا اليوم وأثبتت مدى الثقة المتبادلة ونحمد الله أنها جاءت على ما نتمنى فنهنئ قائد مسيرتنا خادم الحرمين متعه الله بالصحة وحكومته وشعبه على هذا الموقف المشرف الذي أثبت أننا لسنا أداة تسيرها أيدي خفية وتستهين بوعينا وإدراكنا لعواقب الأمور.
راجح الفهادي – بريطانيا