القصيم - المذنب :
يوم الأحد 20 من شهر صفر رحلت عمتي العزيزة، حاولت جاهدة وأنا أتلقى خبر وفاتها أن أخبئ مدامعي عن أحبتي وعن أعين من هم حولي لكي لا تفضحني ولكن أبى قلمي إلا أن يسطر أحرف عزاء ووفاء هي أهل لها بل وتستحقها، فاللهم أجعل ما أصابها من مرض مكفِّراً لذنوبها ورفعةً لدراجاتها، وحسبنا في ذلك قول ربنا جلَّ وعلا: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
كما أسأل الله أن يبدلها بدار أخرى تسعد فيها ولا تشقى وأن يبيض وجهها وييمن كتابها وييسر حسابها، وأن يجعل مرورها على الصراط كالبرق الخاطف، وأن يرزق أهلها الصبر والسلوان.. فهكذا هي الحياة جبلت على كدر فهي دار ابتلاء وما من أحد منا إلا وسيذوق مرها ويتجرع أحزانها، وإن كان من بكاء فلنبك على حالنا وتقصيرنا مع ربنا.. وعزاؤنا في فقدها أنا وإياها في الجنة الملتقى -إن شاء الله- فعلى ضفافها سنلتقي بكل الراحلين، وستبقى هي في قلوبنا وإن غابت عن أعيننا.
نوال بنت عثمان بن محمد الحسياني