كثيراً ما يُواجه الأطفال العديد من المشكلات الصحية، الأمر الذي يتطلب متابعة وفحوصات دورية واهتمام خاص، لذا فإن مجموعة د.سليمان الحبيب حرصت على استقطاب نخبة من أفضل الأطباء في العيون والعظام والأسنان والأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية والجراحة العامة والمخ والأعصاب والقلب والجهاز الهضمي ومختلف التخصصات الدقيقة الأخرى لتقديم خدمات متكاملة لكافة المراجعين وبخاصة الأطفال.

وللحديث عن الخدمات المقدمة للأطفال في كل التخصصات التقينا كلاً من الأستاذ الدكتور عبد الله الحربش طبيب غدد وسكر الأطفال، الأستاذ الدكتور أسعد العسيري طبيب الأطفال والمتخصص في أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور أركان حرب الحنيطي طبيب عظام الأطفال، الدكتور أيمن الجزائري طبيب الجراحة العامة، الدكتور أحمد العمار طبيب الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور جهاد أبو دية طبيب المسالك البولية عند الأطفال، الدكتورة حفيظة الحلبي طبيبة الأطفال، الدكتورة حنان سماق طبيبة قلب الأطفال، الدكتور سلامة الشيخ طبيب المخ والأعصاب عند الأطفال، الدكتورة علا علاونة طبيبة العيون لدى الأطفال.

الحول من أكثر الأمراض انتشاراً

د. علا علاونة تحدثنا عن أكثر أمراض العيون التي تصيب الأطفال؟

- الطفل معرض للإصابة بكثير من الأمراض كالالتهابات وجفاف العين وغيرها من الأمراض، إلا أن الحول يُعد من أكثر المشكلات التي يعاني منها الأطفال نتيجة للعامل الوراثي والإصابة به في أغلب الحالات منذ الولادة.

الفحص الدوري مهم للوقاية

ينبغي إجراء فحص للأطفال من قبل الطبيب المختص أثناء مراحل الطفولة، وذلك للكشف عن أي احتمال لوجود أمراض في العين ويكون هذا الأمر مهماً إذا كان أحد الأقارب يعاني من وجود حول أو كسل بالعين. والغرض من علاج الحول يتلخص في الحفاظ على القدرة البصرية للعين وحمايتها من الكسل وكذلك تحقيق استقامة العينين إضافة إلى العمل على استعادة القدرة على الإبصار بكلتا العينين في وقت واحد.

انسداد الأنف

ننتقل للدكتور أحمد العمار للحديث عن أكثر أمراض الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال؟

- في الواقع الطفل معرض للإصابة بكثير من أمراض الأنف والأذن والحنجرة، وذلك يرجع لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها ونقص الجانب المناعي حيث يُعد نقص السمع والجيوب الأنفية وانسداد الأنف وغيرها من الأمراض هي الأكثر شيوعاً والتي تحتاج لكشف دوري ومتابعة مستمرة لتجنب مزيد من المضاعفات، وانسداد الأنف عند الطفل تكمن خطورته في عدم قدرة الأطفال حديثي الولادة على التنفس من الفم وبقدر أقل عند الأطفال الأكبر سناً من البالغين ولكن الأسباب تكمن عادة في وجود لحميات، أو الإصابة بالتحسس الأنفي وهي حالة وراثية، إضافة إلى انحراف الحاجز الأنفي، وكذلك الإصابة باللحميات الأنفية أو انسداد الفتحات الأنفية الخلفية.

المنظار الأنفي في التشخيص

وكيف يتم التشخيص لتلك الحالات؟

- عادة يتم التشخيص في العيادة بعد أخذ السيرة المرضية والفحص الطبي، وعند الصغار فوق الأربع سنوات فيمكن إجراء التنظير الأنفي لتشخيص وجود اللحميات. في بعض الحالات قد يتم إجراء صورة شعاعية أو مقطعية للجيوب الأنفية واللحميات.

الخصية الهاجرة

هناك العديد من مشكلات المسالك البولية يعاني منها الأطفال.. د. جهاد أبو دية يُحدثنا عن الخصية الهاجرة؟

- من المعروف أن الخصية تتكون في بطن الجنين وعند ولادة الطفل تكون الخصية قد نزلت واستقرت في كيس الصفن الذي يُعتبر السكن المناسب لهذه الخصية حيث إن نضوجها يحتاج لدرجة حرارة أقل من حرارة الجسم ولكن في بعض الأحيان حوالي (5 %) يتأخر نزول الخصية حتى 4-3 شهور بعد الولادة وبعد مرور تلك المدة يبقى كيس الصفن ضامراً ولا يوجد به خصية في حوالي 1% من الذكور.

تعرُّض الخصية للتلف

وإذا لم يتم الكشف المبكر عن الخصية الهاجرة أو تأخُّر علاجها حتى سن البلوغ فإن الخصية قد يصبح فيها ضمور وتتعرض للتلف الأبدي فتفقد المقدرة على تكوين النطف المنوية، وبالتالي يصاب هذا الذكر بالعقم، وهناك خطر آخر يهدد الخصية الهاجرة وهي احتمالية تحولها إلى سرطان الخصية.

تأخُّر في الإنجاب مستقبلاً

وماذا عن كيفية العلاج؟

- إن أهم أمر في العلاج يكون بالتشخيص السليم ويتم العلاج عن طريق عملية جراحية لتثبيتها في كيس الصفن وفي حالة تأخر العلاج فقد يكون هنالك تأثير في عملية الإنجاب في المستقبل.

جراحة بسيطة لمعالجة الفتق الإربي

د. أيمن الجزائري.. ما هي أحدث الطرق الجراحية في علاج الفتق؟

- هناك تقدم جراحي كبير في هذا الجانب حيث يُوجد أحدث تقنية لإصلاح الفتق الإربي وتُسمى «المصغرة»، والتي أثبتت فعاليتها وسلامتها، ويتم إجراء العمليّة كاملةً عن طريق جرح بسيط جداً يتراوح طوله بين 7-6 مليمترات أسفل البطن في جهة الفتق. ويساعد صغر الجرح الذي يُعد أصغر مقارنةً بعمليات إصلاح الفتق بالمناظير، في التقليل من الآلام المصاحبة للعملية بشكل واضح مما يسهل ويسرّع عملية الشفاء، كما يترك أثراً بسيط بعد التئامه مقارنة بالطرق المعتادة.

30 دقيقة فقط

وعملية إصلاح الفتق الإربي «المصغرة» إحدى عمليات اليوم الواحد الشائعة في جراحة الأطفال والتي تستغرق 30 دقيقة، كما أن صغر الجرح أتاح للأطفال العودة إلى نشاطهم الطبيعي في اليوم التالي للعملية، وبشكل عام فإن الاعتماد على المناظير بشكل عام أدى إلى سهولة وأمان الكثير من الجراحات سواء عند الأطفال أو الكبار.

فحوصات متخصصة ودقيقة لهرمون النمو

أ.د عبد الله الحربش حدّثنا عن نقص النمو عند الأطفال؟

- هناك معايير تحدد نمو الأطفال والشباب ذكوراً وإناثاً من الولادة إلى سن 19 سنة وعلى أساس هذه المعايير يتم مراجعة حالة المريض بنقص النمو على عدة معلومات منها الوزن والطول عند الولادة وأطوال الوالدين ووجود أمراض مزمنة ويدعم ذلك بالفحوصات المخبرية والإشعاعية وإن كان الانطباع أن الطفل قد يعاني من قصر قامة نتيجة نقص هرمونات فيتم قياس هرمون الغدة الدرقية عن طريق تحليل دم وإن كان طبيعياً يتم قياس هرمون النمو ولا بد من الإشارة إلى أن هرمون النمو يحتاج إلى فحوصات كثيرة ومكثفة تستوجب جمع عدة عينات وبطريقة متخصصة ودقيقة وإن ثبت النقص فيُعطى علاج هرمون النمو وهو على شكل حقن يومية تُعطى على مدى طويل.

الخلع الوركي الولادي

د. أركان حرب.. ما أهمية الكشف المبكر في علاج الخلع الوركي الولادي؟



- لا شك أن الاكتشاف المبكر والعلاج المبكر بعد الولادة يؤدي إلى نتائج ممتازة، فالعلاج المبكر سهل التطبيق ويؤدي إلى نمو الورك بشكل طبيعي بقية الحياة - بإذن الله -، أما تأخُّر الاكتشاف وبالتالي تأخُّر العلاج يعني ازدياد صعوبة ومعاناة الطفل وبدلاً من العلاج التحفظي نحتاج إلى التدخل الجراحي.

عودة المفصل لوضعه الطبيعي بأحدث التقنيات

ما هي طرق علاج مثل هذه النوعية من الحالات؟

- طرق العلاج متعددة والعوامل التي تحدد اختيار نوعية الطريقة العلاجية تعتمد على نوعية الخلع وعمر الطفل عند بدء العلاج، فإذا بدأ العلاج مبكراً نتبع في الغالب طرق العلاج التحفظية غير الجراحية وغالباً ما تؤدي إلى نتائج جيدة وإرجاع المفصل إلى مكانه الطبيعي دون مضاعفات ويمكن تطبيق هذه الطريقة العلاجية حتى عمر عام للطفل المصاب بالخلع، وذلك باستخدام التقنيات الحديثة، وكلما تأخر العلاج بعد السنة الأولى من العمر ازدادت الحاجة إلى العمليات الجراحية.

العلاج التحفظي يعتمد على خبرة الطبيب

متى يكون العلاج الجراحي التحفظي هو الأفضل؟

- بعد فشل الطرق التقليدية يتم اللجوء للتدخل الجراحي خصوصاً بعد مرور ستة أشهر من عمر الطفل المصاب بالخلع ويتطلب نجاح مثل هذه النوعية من العمليات الدقيقة خبرة كبيرة من الطبيب للوصول بمعدلات النجاح إلى النسب العالية. ويتم من خلال الجراحة إعادة المفصل إلى مكانه بطريقة تحفظية ويتم إجراء أشعة ظلية بالصبغة الملونة لفحص الورك تحت جهاز الأشعة التلفزيونية حتى يتم التأكد من إرجاع المفصل إلى مكانه بشكل طبيعي وتثبيته بجبيرة بنطلونية وتكمن الخطورة في أنه إذا حدث خطأ من جانب الجراح فإن الطفل سيستمر مع هذا الخلع طوال حياته.

الخيار الجراحي للحالات المتأخرة

بالنسبة للحالات التي لا يتم اكتشافها إلا بعد عمر سنة ونصف السنة فإن احتمالات نجاح العلاج التحفظي تتضاءل وتزيد الحاجة إلى التدخل الجراحي عن طريق فتح منطقة الورك وإزالة الألياف المانعة لإرجاع الورك وعمل كسر وتعديل لغطاء الحوض مع استخدام تطعيم عظمي وجبيرة بنطلونية وهنا تكمن الحاجة إلى الكفاءات المتخصصة التي تميز بها مركز الحبيب في مثل هذه الحالات التي تحتاج إلى خبرة فائقة للوصول إلى أفضل النتائج المرجوة خصوصاً أن أي خطاء في مثل هذه العمليات قد يؤدي إلى إعاقة وعرج دائم.

الالتهاب الرئوي

د. حفيظة الحلبي تعطينا فكرة سريعة عن الالتهاب الرئوي؟

- الالتهاب الرئوي أحد الأمراض المنتشرة والخطيرة التي تصيب الجهاز التنفسي للأطفال والوقاية منه ضرورية لتجنب الأمراض الخطيرة والمزمنة وهو التهاب في أنسجة الرئة بسبب وصول ميكروب معين، وعادة يكون نوعاً من أنواع البكتيريا، ولكن في أحيان أخرى يكون السبب فيروس أو فطريات، وتحدث العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من أنف وفم المريض عند السعال وتُشكِّل نزلات البرد والإنفلونزا وإهمال علاجهما العامل الرئيس في حدوث المرض.

وسائل تشخيصية دقيقة

وفي العادة تكون أعراض الالتهاب الرئوي واضحة، ونستطيع تشخيص المرض بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري، ولكن لتحديد مدى انتشار الالتهاب نقوم بعمل أشعة سينية للصدر، وفي بعض الأحيان نقوم بأخذ عينة من الدم في الأطفال، والبلغم عند الصغار لعمل زراعة مخبرية لتحديد نوع الميكروب المسبب للالتهاب.

من أكثر العيوب الخَلْقية شيوعاً

أ. د. أسعد العسيري يُحدثنا عن عيوب الجهاز الهضمي الخَلْقية عند الأطفال؟

- «جيب ميكل» هو العيب الخَلْقي الأكثر شيوعاً في الجهاز الهضمي ويصيب نحو 2 في المائة من الأطفال، ويكون عادة غير مصحوب بأي أعراض أو مشكلات صحية وتظهر أعراض المرض في 1 إلى 3 في المائة من كل الأطفال المصابين حتى بلوغ عمر السنتين، أما الأطفال في عمر عشر سنوات فتظهر عليهم أعراض نادرة، كما أن احتمال تعرض الأطفال الذكور لهذا المرض أكثر ثلاث مرات من البنات، وأعراضه تظهر على شكل خروج دم أحمر من المستقيم أو مع البراز ويكون مرور الدم غير مؤلم عادة على الرغم من أن بعض الأطفال يواجهون ألماً في البطن.

الصرع

وعن الصرع نتحدث مع الدكتور سلامة الشيخ؟

- الصرع هو نوبات متكررة قد يصاحبها فقدان الوعي وتقلصات في عضلات الجسم، وقد تؤدي إلى توقف مؤقت للتنفس، يفيق بعدها المصاب، وقد شعر بإجهاد شديد ويميل إلى النوم، وإصابة الطفل بنوبة أو اثنتين على فترات متباعدة لا يعني أنه مصاب بالصرع، فأي إنسان معرض للإصابة بنوبة تشنج مرة واحدة في حياته، وقد لا تتكرر والصرع يُمثِّل نحو 30 في المائة من أمراض المخ والأعصاب، ويزداد احتمال حدوث النوبات في حالات الحمى وارتفاع درجة الحرارة واضطراب النوم.

ثمانية أمراض تصيب قلب الأطفال

أما أمراض القلب التي تصيب الأطفال.. ستوضحها لنا الدكتورة حنان سماق؟

هناك ثمانية أمراض تصيب الأطفال، وهي الأكثر شيوعاً من غيرها وتُشكّل نسبة 80 في المائة من مجمل الحالات، وهذه الأمراض هي: ثقب بين البطينين، بقاء القناة الشريانية مفتوحة، ثقب بين الأذينين، رباعي فالو، التضيق الرئوي، تضيق برزخ الأبهر النازل، التضيق الأبهري (الأورطي)، وتشوه تبادل الشرايين الكبيرة TGA، أما الـ 20 في المائة الباقية، فهي تشمل تشوهات قلبية مختلفة ونادرة نسبياً.

أسباب الإصابة

إن أسباب الإصابة لها علاقة بالأم أو بالطفل أو تكون وراثية، والأسباب التي لها علاقة بالأم عديدة، نذكر منها على سبيل المثال، في حال أن الأم مصابة بداء السكري وغير مسيطر عليه، أو مرض الذئبة الحمامية، كذلك بعض الأمراض التي تصيب الأم الحامل، خصوصاً خلال الأسابيع الأولى من الحمل مثل الحصبة الألمانية، الهربس، النكاف، لها علاقة كسبب مباشر لولادة طفل مصاب بمرض قلب منذ الولادة وهنا أؤكد على أهمية تطعيم الفتيات ضد الحصبة الألمانية والنكاف MMR إضافة إلى كافة التطعيمات الوقائية الأولية كإجراء وقائي لمستقبل أطفالهن، وذلك تجنباً لإصابة المولود بأمراض القلب المختلفة.