التهيئة الإعلامية، والضجيج الذي انساقت إليه محطات إعلامية جرفتها الحالة التي تفشى في العالم العربي، وإن لم تنخدع بها أهم محطتين فضائيتين تبثان باللغة العربية، (الجزيرة) و(العربية)، فهاتان المحطتان تعلمان تماماً من خلال محرريهما ومذيعيهما، أن الحالة السعودية نوعية مختلفة ومتميزة. فالسعوديون ما هم إلا أسرة واحدة متماسكة لا تخضع لكل المقاييس التي طبقوها على أقطار عربية أخرى، فلا وجود للمقارنة والتشابه البتة مع الحالة المتفردة للسعوديين، الذين يعيشون حالة اطمئنان ورضا لا تشاهد في العديد من الدول، كما أن المملكة العربية السعودية، والتي يعلم الباحثون والدارسون أنها أُنشئت وأُقيمت كدولة بجهود كل السعوديين الذين ساروا خلف الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ليبنوا دولة أصبحت المحور الأساسي لكل العرب والمسلمين، وأن هذه الدولة لم تنشأ من فراغ، فقد كان الإسلام والشريعة المطهرة الملهم والموجه للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن والمجاهدين من أبناء كل السعوديين الذين أنجزوا إنشاء هذه الدولة.
من يطلع على وثائق المبايعة التي كانت القبائل العربية السعودية والمراكز الحضرية تقدمها، والعهود التي عمَّدها السعوديون بالدم وهم يعطون البيعة والقيادة إلى الإمام والملك والمؤسس لا يجد غرابة فيما يشاهده من التفاف وتكاتف بين قادة المملكة ومواطنيها.
فهنا الوضع مختلف، كما أكد مذيع إحدى المحطات الفضائية الأمريكية التي هرع طاقمها إلى الأماكن التي روج لها محرضو الفتنة بأنها ستشهد تظاهرات حاشدة.. أكد المذيع الذي ظهرت وراءه ساحة فارغة ومن بعيد تُرى سيارة أمن يقف عندها شرطي (الوضع هنا مختلف فليس فقط لم يستجب لدعوات التظاهرات أعداد كبيرة، بل لا أجد أحداً يشعر بأن الأمر مختلف عن باقي الأيام).
يواصل المذيع (الأوضاع في المملكة، مختلفة تماماً، فاليوم الجمعة السعوديون مبتهجون لسقوط الأمطار ويستعدون للتمتع بصحرائهم.. وغيرهم منشغلون بالمظاهرات)..
JAZPING:9999