معرض الكتاب في الرياض يمثل منذ زمن طويل علامة إيجابية تضاف إلى عاصمتنا الحبيبة، بل إن الكثير من الناشرين وعلى مختلف توجهاتهم الفكرية يحرصون على الوجود والحضور الدائم سنة تلو أخرى، وعلى الرغم مما شاب هذا الوجه الحضاري من بثور تمثلت في شباب يجهلون العلم والثقافة الحقة التي من مبادئها احترام الفكر الآخر والتحاور معه بشكل إنساني وحضاري يقيم وزنا للفكر المخالف دون التسلط بالبغض أو الكراهية، ولعل هناك سؤالا يطرح في كل مرة: من وراء هؤلاء؟ لكن الإجابة تختفي.
بعد أن تهدأ الخواطر تموت الأسئلة وتتكرر الأخطاء في السنوات المقبلة، وكأني بالمسؤول يحمد الله أنها عدت على خير ليعود إلى مكتبه فرحا بوجود كرسيه فارغا وهو المطلوب إثباته!! على مدى مرور هذه السنوات كان يطرح وجود شكل من الأشكال سموها ما شئتم: هيئة، نقابة، غرفة، اتحاد، أو حتى هلال - وهذا على سبيل النكتة ليس إلا - المهم أن يكون هناك تجمع يقومون بإنشائه ليقوم بخدمتهم وترتيب أوضاعهم في السراء والضراء، دون أن يضطر المثقف الى أن يقف أمام أبواب الوزارات ولا استثني منها وزارة الثقافة.
الكثير من الاتحادات موجودة منذ زمن طويل وهي تطرح بذلك مفهوم المؤسسات والمجتمع المدني، بل إن كل جهة يمكنها طالما أنها ضمن الحدود، والحدود كلمة فضفاضة وكل بلد لها حدودها ومقاييسها التي لا يتم تجاوزها، ما علينا نعود لفكرة الاتحاد هذا الاسم إنما نتج كفكرة شيطانية لتمرير كلمة نقابة الذي يسبب حساسية مفرطة لدى البعض، الأمر الذي أتعب عقول بعضهم لإيجاد اسم لهذه المعضلة لتتفتق العبقرية وتجد عدة أسماء لعل أكثرها دفئا وطاعة وإنسانية كلمة - غرفة - وحين تقرأ اسم - غرفة التجارة والصناعة - إنما هو المعنى الحقيقي أو البديل لمصطلح - نقابة التجار والصناعيين - وهذا لن يضيرنا في شيء طالما أن الفكرة مقبولة وهذا الأهم، إن فكرة الانتخابات بدأت عدواها المجالس البلدية يحفظها الله من كل سوء ومكروه.
يقودنا الحديث الفائت إلى أن فكرة الاتحاد الخاص بالكتاب والأدباء السعوديين أسوة بغيرهم أصبحت ملحة، لكن الزمن يطول علينا لأن هناك من يطرح الأندية الأدبية بديلا وهذا برأيي المتواضع إنما يمثل فكرة غير مقبولة.