|
عبّر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن شعوره وجميع مسؤولي الهيئة بالاعتزاز إثر اطلاعهم على الكلمة الضافية لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خلال افتتاح سموه مؤتمر العمل البلدي الخليجي السادس مساء أول أمس السبت، وما اشتملت عليه تلك الكلمة من معان تعبر عن مشاعر جميع المواطنين في المملكة تجاه مليكهم ووطنهم ، وتؤكد الحب الكبير بين القيادة والمواطنين.
وقال الأمير سلطان بن سلمان «كل مواطن في هذه الدولة مسؤول، ومن لا يعرف المملكة لا يعي أن الدولة هي المواطن، والمواطن هو الدولة، ولا يوجد فصل بين القيادة والمواطنين في المملكة، فالجميع هدفهم واحد يتلخص في استقرار وتطور ورفعة هذا الوطن الذي كرّمه الله بأن جعله مهبطاً للوحي وموطنا للحرمين الشريفين ومنطلقاً لأسمى الرسالات السماوية وقبلة للمسلمين. والجميع فيه يلتقون على تحمل مسؤولية عظيمة تتمثل في المحافظة على الوحدة الوطنية التي يسهم المواطنون يومياً في بنائها وتعزيزها، كما أسهم آباؤهم و أجدادهم من قبل في توحيد الدولة «.
وأضاف سموه : «لا يتصور أحد في المملكة أن يوجد بيننا من يفكر في التفريط بهذه الوحدة المباركة وما بُنيت عليه من مرتكزات عظيمة، وهو ما عبر عنه سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في كلمته الارتجالية التي كانت معبرة بصدق عما يكنه المواطنون من حب وتلاحم وصدق مع قيادتهم وبين بعضهم البعض.
وأكد على أن هذه اللحمة الوطنية - ولله الحمد - لا يمكن لكائن من كان أن يخترقها. وقد أثبتت هذه البلاد طوال تاريخها، وما مرت به من أزمات، أنها بُنيت على أسس متينة ترتكز على العقيدة الإسلامية الراسخة، ولا يمكن المزايدة على هويتها العربية والإسلامية والتزام قيادتها وشعبها بشرع الله قولا وعملا. وقد تحقق - ولله الحمد - وبعد كفاح طويل عبر مئات السنين بناء كيان عظيم شعاره المحبة والأُلفة والتلاقي على الخير، وهو يزهو اليوم بقائده المحبوب أطال الله في عمره، الذي يستكمل مسيرة البناء والتطوير والتحديث بشجاعة واعية وبكل دراية واقتدار، ويخطو على درب المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز وأجداده من قبله، ومن تبعهم من ملوك أخلصوا في قيادة بلدهم، وأحسنوا لشعبهم، فبادلهم الشعب الإحسان بمثله».
وأضاف سموه «إن كل مواطن سعودي يرى نفسه عنصراً فاعلاً، ومساهماً رئيساً في هذا الوطن، ومالكاً أصيلاً لما تحقق من إنجازات تاريخية وحضارية جعلت المملكة اليوم قبلةً ومقصداً لجميع دول العالم، ومحوراً رئيساً للحراك العالمي. فخدمة الحرمين الشريفين واستضافة الملايين سنوياً من وفود الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار بأمن واطمئنان، وما تفخر هذه البلاد ومواطنوها بتقديمه من خدمات للإسلام والمسلمين وللإنسانية جمعاء وإسهامها في الاستقرار السياسي والاقتصادي للعالم، كلها أمور تأتي امتداداً للمكانة العظيمة والبعد الحضاري الذي تقوم عليه هذه المملكة. وهي اليوم تمارس هذا الدور المهم بقيادتها وشعبها المتلاحمين و المحبين لبلادهم، مما اسهم في استمرار تألقها وتأثيرها في مجريات العمل الإقليمي والدولي وازدهارها الداخلي».
و أبان الأمير سلطان « أن هذه الدولة المباركة تعد بذاتها منجزا إصلاحيا حقيقيا على أرض الواقع يتمثل في استقرار الناس وتآلفهم واجتماعهم على الخير والبناء تحت راية التوحيد التي جمعت شتاتهم ، وأن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والدولة المباركة، من إنجازات في جميع المجالات ما هو إلا استكمال لهذا الإصلاح المستمر الذي يتم وفق الأسس التي قامت عليها الوحدة الوطنية، والقيم التي يعتز بها كل مواطن، ومتطلبات العصر وتحدياته المتسارعة, واستمرار السير على المبدأ الأصيل الذي وضعه الملك المؤسس - رحمه الله - بأن الوحدة الحقيقية في هذه البلاد الطاهرة هي وحدة قلوب قبل أن تكون وحدة جغرافيا, وأن قيادة هذه الدولة - رعاها الله - تواصل التحديث والإصلاح والبناء وتحقيق العدل واحترام المواطن وحقوقه الشرعية والعناية به ليعيش في خير وكرامة واستقرار وليكون فردا نافعا في بناء وطنه والمحافظة عليه ودوام ازدهاره.
واختتم الأمير سلطان بن سلمان تصريحه بالقول: «نحن اليوم كمواطنين نحمد الله تعالى أن أبان للجميع الحقيقة التي نعرفها تماماً وكنّا واثقين منها، وهي التلاحم التاريخي الذي لا يتغير مع مرور الزمن بين القيادة والمواطنين، فالقائد في المملكة هو مواطن أولاً يراعي الله في كل ما يعمله ويحرص على تلبية متطلبات وتطلعات جميع المواطنين دون تفريق، وإشراكهم في كل قرار يمس حياتهم ومستقبلهم, كما أن المواطن أيضاً مسؤول ويسهم في أداء كل متطلبات المواطنة الحقة».