عنيزة - خالد الروقي
لا تكاد تنتهي مباراة للفريق الكروي الأول بنادي الهلال إلا ويكون للاعبه الروماني ميريل رادوي بصمة مميزة فيها حتى أضحى العلامة الفارقة التي يُشار إليها بالبنان والعنصر الأجنبي الأبرز في ملاعبنا، فالمُقاتِِل الروماني يُمثل قصة إبداع حقيقية لا يختلف عليها اثنان وقلما تجد هذه الكوكبة الجمالية أداءً تركض على المستطيل الأخضر في مسابقاتنا المحلية ليشكل بذلك القوة الضاربة التي لا يمكن إيقافها بسهولة ومعها يلجأ الخصم إلى اتخاذ أساليبِ ملتوية تحد من توهجه من استفزاز وإيذاء من وراء رجل المباراة ويطبق الإعلام المتلون السياسة ذاتها خارج الملعب حتى تحقق المُراد وأوقف عدداً من المباريات.
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
إلا أن اللاعب المُخلص لشعار ناديه عاد أكثر تألقاً فمع أول مباراة يشارك بها أحرز هدفاً جميلاً في شباك الفتح ضمن الجولة الثامنة عشرة من دوري زين السعودي للمحترفين وفي لقاء الديربي ضمن الدور النصف النهائي من كأس سمو ولي العهد جدد صداقته مع الشباك الصفراء بصاروخية جديدة اعتادتها شباك حارسه عبد الله القرني الذي ارتبط اسمه جيداً بتسديدات (كايد العذال) كما ينتشر في الأوساط الزرقاء.
(ميريل رادوي) الذي أحرز هدفاً مميزاً في أول مبارياته مع الكتيبة الهلالية وكانت أمام فريق الند التقليدي فريق النصر صنع لنفسه مجداً خاصاً وقصة إبداعاً تزدادُ فصولها يوماً بعد آخر ليُردد منافسوه حسرة وغيضاً «يا ليل ما أطولك مع إبداعات رادوي» بينما جماهيره العاشقة تبادله المحبة والوفاء وتذكره بأن مشاغبات حسين عبد الغني طالت عددا من اللاعبين لعل منهم (لاعب الهلال الأسبق أحمد الدوخي، المدرب حسن خليفة، محمد نور، الخلوق أحمد الفريدي، وفي مباراة فريقه الأخير تحديداً مع لاعبي الهلال الدوسري والقرني ورادوي وويلي) ولم يسلم الحكم خليل جلال هو الآخر من تلك المشاغبات ويجب على رادوي - حد قول عشاقه - تذكر ما قاله المتنبي حيناً وتطبيق ذلك على من يعاديه:
وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له
إذا لم يكن في فعله والخلائق
وتظل الرسالة الأكثر وضوحاً والتي يجب على مدير الكرة الخبير سامي الجابر إيصالها وعلى المُقاتِل إدراكُها أن مسلسل الترصد سيلاحقه في كل مرة حتى يتحقق هدف من عجز عن إيقافه داخل الميدان بالضغط على اللجان المسؤولة بالإيقاف أو الشطب والإبعاد النهائي (أو أبعد من ذلك إن أمكن) والذي بلا شك يُعتبر بجلاء حلم العاجز تماماً عن إيقاف جنونه الإبداعي الهائل فلجأ إلى شتى الطرق والسبل على أمل تحقيق ذلك.