كنا إلى وقت قريب نعتبر الجامعة من مفردات المدن الكبيرة إن صح التعبير. ولقد تبددت هذه الفكرة عندما أخذت وزارة التعليم العالي على عاتقها بدعم سخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الجامعات في جميع مناطق المملكة المختلفة، بل ذهبت أبعد من ذلك عندما افتتحت عددا من الجامعات في بعض المناطق خاصة التي تتركز فيها كثافة سكانية، كما افتتحت عددا من الكليات في كثير من المحافظات لتلبي الاحتياج الفعلي لتلك المحافظات. وأعتقد جازما بأنه في المستقبل القريب سوف تكون الجامعات ضمن الأولويات في معظم المحافظات. ولو ألقينا نظرة إلى الصحف اليومية بالمملكة في الوقت الحاضر لوجدنا أن عددها قليل بالنسبة لعدد السكان. كما أنها تتركز في المدن الكبيرة كالرياض وجدة ومكة المكرمة والدمام. إضافة إلى ذلك فإننا لو عقدنا مقارنة بين عدد الصحف بالمملكة وعدد الصحف في بعض دول الخليج العربي لوجدنا أن المقارنة غير متكافئة حيث نجد أن عدد الصحف في تلك الدول يفوق بكثير عدد الصحف بالمملكة إذا ما قورن بعدد السكان. علما بأن المملكة تتميز على تلك الدول من حيث النشاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي وغير ذلك. وأعتقد أن الوقت قد حان لظهور صحافة المناطق وأقصد بهذا أن يكون في كل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة صحيفة تعنى بشئون المنطقة بشكل خاص وشئون المملكة بشكل عام. وهذا الأمر ليس حدثا غريبا بل هو معمول به في معظم دول العالم سواء المتقدم منها أو النامي. وقد لا أكون مبالغا إذا قلت بأنه سوف يأتي يوم من الأيام يكون في كل محافظة من المحافظات صحيفة تهتم بشئون المحافظة وتركز على متطلباتها فلماذا التأخير في إفساح المجال بالسماح بإنشاء الصحف اليومية في عموم المناطق ضمن نظام ينظم العملية؟. إن وجود صحافة في المناطق سوف يقلل من إنشاء المواقع العشوائية الإلكترونية -إن جاز التعبير- في كل محافظة أو قرية أو حتى هجرة أو قبيلة أو عائلة. ولا شك أن كثرة هذه المواقع لكل من هب ودب سوف يكون له نتائج سلبية على الوطن والمواطن لأنه يلاحظ وجود بعض الكتابات الشائنة وغير المسئولة في بعض تلك المواقع. وينبغي ألا يفهم من هذا أن تلك المواقع ليس لها فائدة بل أعني أن بعضها يحتوي على معلومات مسيئة أو غير مناسبة. كما أنها لا تخلو من بعض الإشاعات المغرضة أو دعاوي الجاهلية الباطلة والتي لا تأتي بخير. إن الصحيفة المناطقية يمكن أن تكون الواجهة الإعلامية في كل منطقة. كما يمكن أن يكون لها دور كبير في عملية التنمية والتطوير في تلك المناطق من خلال تركيزها على معالجة المشكلات الخاصة لكل منطقة وإبراز الخصائص التنافسية لتلك المناطق. ولا شك أنها سوف تساعد على تطوير السياحة وإيجاد فرص العمل والتواصل الاجتماعي في تلك المناطق من خلال التحقيقات الصحفية والتقارير المدعمة بالصور والإعلانات التجارية. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة