حينما يقف إمام وخطيب الجمعة على المنبر، ثم يمارس ما نهى الله عنه من تنابز بالألقاب، ماذا سيكون موقف المصلِّي، الذي دخل للجامع، لكي يسمع ما يحفزه لمزيد من الطاعات؟! هل يخرج، ويترك المسجد لهذا الخطيب «المفوه»، الذي لم يترك مفردة شائنة من قاموس الألقاب السيئة، إلا واستخدمها، في سبيل هجومه على من يراهم خصوماً له؟!!
الدكتور علي العمري، رئيس جامعة مكة المفتوحة، إمام وخطيب جامع ابن باز بجدة، له رأي في هذه الظاهرة، فلقد طالب بتنزيه المنابر عن الحساسيات والانطباعات الانفعالية، وعدم شغل الناس بأمور تخرج عن الطمأنينة والتوازن الديني. والشيخ العمري ليس الأول، ولن يكون الأخير الذي يطرح مثل هذه المطالبة، لكن لا أحد من هؤلاء الأئمة يستمع. فهم يظنون أن في ذلك دفاعاً ومنافحة عن الدين. وأنا هنا لا أريد أن أقلل من شأن مقاصدهم، ولكني أستغرب أن يقف إمام على منبر جمعة، ويتنابز بألقاب نهى الله عنها، وهو أكثر العارفين بهذا النهي الإلهي القرآني، وبمغزاه.
ماذا سيقول المصلي لابنه، إن سأله عن الألقاب الهابطة التي يستخدمها إمام الجامع، في وصف الآخرين المختلفين معه فكرياً، خاصة أن هؤلاء الآخرين ليسوا جنوداً في الجيش الإسرائيلي، بل مواطنين يصلي بعضهم في نفس المسجد ؟!! كيف سيبرر للإمام لغته؟!! وماذا سيكون موقف الأب، إن قال له ابنه في الجمعة التالية: لن أذهب للصلاة؟!!