المقصود بالرفاه المهني هنا هو مقدار المتعة والسعادة التي يجلبها العمل لصاحبه. ولكي نتخيل متعة العمل دعونا نتخيل الأثر السيئ للبطالة. بيّنت دراسات جالوب أن الفرد يمكن أن يعود إلى حالته الطبيعية بعد وفاة زوجته بمعدل أسرع من الفرد الذي عانى البطالة فترة طويلة.
أما مؤشرات كون الفرد سعيداً بعمله فيدل عليها حبه لما يؤديه به من عمل، وانهماكه واستغراقه في عمله، وتوظيفه خبراته وقدراته في مجال عمله.
وإذا لم تتحقق هذه المؤشرات الثلاثة فسيشعر الفرد بالملل والتوتر النفسي في عمله.
كما بيّنت الدراسات أن حالات السكتة القلبية تكون أكثر ظهوراً في بداية أسبوع العمل، وهذا يشير إلى أن الأفراد الذين لا يحبون عملهم ولا ينهمكون فيه يشعرون بالقلق والتوتر النفسي بسبب إفراز أجسامهم هرمون Coristol الذي يسهم في رفع مستويات الضغط والسكر، ويضعف مناعة الجسم. وفي المقابل تتحسن صحة الفرد مع عشقه لعمله وانهماكه مهنياً فيه شريطة عدم تضخم العمل، وهذا ما تؤكده فحوصات مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية لأشخاص يحبون عملهم مقارنة بأشخاص لديهم درجة من الشد النفسي والإحباط في عملهم.
الأفراد المحبطون في عملهم يرون أن أسوأ أوقاتهم هي تلك التي يمضونها مع رؤساؤهم، بل إن الأفراد الذين يعتقدون أن رؤساءهم ليسوا أكفاء هم أكثر من غيرهم عرضة للإصابة بأزمات قلبية.
ولكي تحب عملك ننصحك بما يأتي: استخدم مهاراتك وقدراتك في مجال عملك، ابحث عن شخص يشاركك الرؤية في تطوير العمل وتحاور معه، اصرف وقتاً محدداً مع موظفين تستمتع بوجودهم حولك.