Sunday  13/03/2011/2011 Issue 14045

الأحد 08 ربيع الثاني 1432  العدد  14045

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نتحدث عن الأنظمة العربية التي سقطت أو تقاوم السقوط خلال هذه الأشهر الثلاثة. والحقيقة أنه من الظلم القول بأنها «أنظمة»، هي حكم الفرد المطلق، المشتركة في الفساد والبطالة وفقر وبخس حق المواطنة، وقمع الحريات الإنسانية.

كما ولناحية المثقفين والمفكرين ورفضهم و»تخوينهم»، مع حجب وسائل الرصد أو التعبير الحُرّ للرأي العام عبر الوسائل التقليدية للحاكم، كوسائل الإعلام التقليدية التي غابت وغُيِّب دورها كسلطة رابعة، وعين له، أو هكذا يُفترض.

انحراف بدأ بالنفاق أو التحريض على النفاق بصورة جماعية، من خلال تقديم وعرض وإسماع الحاكم ما يحب سماعه، لا ما يتوجب أو يُفترض سماعه نصحاً وإرشاداً. حالة نفاق تطوَّرت إلى تضليل الحاكم بأن الأوضاع بخير، والناس بخير، وكل شيء على ما يرام!.

استمتع الحاكم بهذا الإطراء والنفوذ المطلق، وأنغام وألحان المجد الخالد، ولم يعد يتحمل سماع نقد مغاير قد «يشوش» صورة الكمال والتمام التي أصبحت على صدر صفحات الصحف القومية وما يتبعها، كما لغة التلفزيون الرسمي المزخرفة، فيما المؤسسات الأخرى، تنفيذية ورقابية وقضائية، إما فوضوية ومهمَلة أو مهمَّشة. وما تُصرِّح به الإنترنت بشبكتها ومدوناتها وحريتها لا يتعدى كونه إرجافاً في المدينة من حاقدين متآمرين، مهما بلغت أصواتهم وأعدادهم وصدقهم.

غُيِّبت الصورة الحقيقية، وغاب معها الإعلام الصادق، والمثقف المخلص القادر على التواصل مع الحاكم بالنصح والتوضيح المتواضع لما يجري في مجتمع تزداد فيه الفجوة مع مواطنيه، مغلقاً نوافذ الحقيقة للأبد.

تطوَّر النفاق الجماعي في هذه الدول إلى حالة خيانة عامة في المؤسسات، بما فيها الثقافية والإعلامية، التي أصبح المسؤولون عنها ملتصقين بكراسيهم ويسبحون بحمد الزعيم والوطنية الخادعة المضللة لواقعه دون خدمته وتبصيره.

ونُفيت أو سُجنت الضمائر التي يُفترض أن تنقل له حال مَنْ «أقسم» لخدمتهم وحمايتهم ورعايتهم، أصبح ديكتاتوراً تاجراً، وأصبح السقوط مجرد وقت قبل أن يتحول إلى حتمي أو ضرورة.

ثم ماذا بعد..؟

أصبح صوت الشارع عالمياً؛ ليجد الحاكم نفسه في وضع لا يمكن أن يستوعبه؛ لأن الفاسدين شوَّهوا كل الصور الحقيقية، وضخّموا أرصدتهم الشخصية من حوله، وحين حان طريق الهاوية والسقوط المخيف حاول على مضض التراجع، بتقديم تنازلات إجبارية للشعب المنسي، لكن الوقت لم يسعف. صحوة الحاكم جاءت متأخرة جداً، ولا يمكن لسلك حرير أن يمسك بفيل هرم يسقط من برج عاجي، حتى وهو يقاوم بعنف أو بقوة «بلطجية» هذا السقوط، الذي ظن أنه مفاجئ، فيما الشارع يعتقد أن القدر أمهله كثيراً.

إلى لقاء..

 

في سقوط الزعيم..!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة