|
الشم من أحد الحواس الخمسة للإنسان وهي السمع, والبصر, والشم, والتذوق ثم الإحساس أو اللمس. وأبسط تعريف للشم هو الإحساس بالروائح في المكان الموجود فيه الإنسان، وأحيانا تكون من داخل الإنسان مثل الأكل أو انبعاث روائح طيارة من الرئتين أثناء التنفس، فمثلا للبرتقال طعم سكري وطعم لاذع يعرف عن طريق التذوق، أما الرائحة المميزة للبرتقال فهي تعرف عن طريق الشم والتي تنبعث من البرتقال إلى داخل الأنف أثناء الأكل، وبذلك يكتمل طعم البرتقال.
كيف يشم الإنسان؟
يوجد في أعلى تجويف الأنف نسيج شمي تتخلله الأجسام الشمية التي ترتبط مع بعضها بشعيرات عصبية شمية تتخلل تجويف المخ من خلال عدة ثقوب في الجزء الأمامي لقاع الجمجمة لتكون حزمة عصبية ثم العصب الشمي الذي يصل إلى مركز الشم في المخ.
مشاكل واضطرابات الشم أوجزها في 4 مشاكل.. ضعف الشم، وشم رائحة كريهة في الأنف، وهلوسة الشم، وانعدام الشم.
1- ضعف الشم.. غالبا ما يكون بسبب ضعف أو عدم وصول الهواء المحمل بالرائحة إلى المنطقة الشمية وذلك لوجود أسباب انسداد الأنف مثل.. حساسية الأنف، وكثرة المخاط، وتضخم القرينات الأنفية الذي يؤدي إلى انسداد الأنف، أو بسبب وجود زوائد لحمية في أعلى الأنف الذي يمنع وصول الهواء إلى أعلى الأنف، أو بسبب انحراف الحاجز الأنفي الذي بدوره يمنع وصول الهواء لأعلى الأنف. كذلك لا ننسى الالتهابات الحادة في الأنف التي تؤدي إلى تورم الطبقة المخاطية للأنف وانسداده أو الالتهابات الحادة أو المزمنة التي قد تؤثر على النسيج الشمي نفسه مثل ضمور الغشاء المخاطي في الأنف. وأخيرا انسداد الأنف نتيجة بعض الأورام الحميدة أو الخبيثة في الأنف أو في المخ التي تمنع الهواء أولا عن منطقة الشم، وثانيا التأثير على المنطقة الشمية بالورم ذاته.
في مثل هذه الأحوال غالبا ما يعود الشم إلى وضعه الطبيعي بزوال مؤثر انسداد الأنف، و أيضا لا يفوتنا الالتهابات الحادة للجهاز التنفسي، حيث إن حوالي 60% من كبار السن يعانون من ضعف الشم.
2- الإحساس برائحة كريهة بالأنف.. وغالبا ما تأتي إما بسبب الالتهابات المزمنة في الجيوب الأنفية أو الحادة مثل وجود جسم غريب في الجيوب الفكية (جذور بعض الأسنان أو خلع الأنياب أو الضروس العلوية)، أو التهاب يتسرب من فتحة دائمة في مكان خلع هذه الأسنان.
3- هلوسة الشم.. أي شكوى المريض بوجود رائحة غريبة في أنفه إما أن يشتكي أن جسمه له رائحة معينة أو يتخيل وجود رائحة في المكان الذي يحيط به برغم من عدم وجودها في الطبيعة، وهذه غالبا تكون شكوى من المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية مثل الانطواء أو فصام في الشخصية أو الهلوسة، وغالبا ما تكون شكوى هلوسة الشم مصحوبة بأعراض نفسية أخرى يتناولها الطبيب النفسي.
4- فقدان الشم.. وهو الانعدام التام للإحساس بأي روائح خارجية أو حتى داخلية في الفم، وأسبابه كثيرة ومتعددة مثل.. كل أسباب انسداد الأنف، والإصابات المباشرة لكسر الجمجمة مثل حوادث السيارات، أو بسبب الغازات السامة (مثل التعرض لبعض الأبخرة الكيميائية في الصناعات المختلفة وكذلك في البيوت باستعمال بعض المنظفات التي تحتوي على أحماض وكلوروكس.
كما أن أغلب كبار السن فوق الستين غالبا ما يصابون بضعف في الشم وأحيانا انعدامه، وهناك نسبة تقدر بـ 26% من الحالات يتم فيها فقدان الشم لأسباب غير معروفة.
ونظرا لأن الشم يشكل وسيلة هامة للتنبه عند الخطر ينبغي على مرضى فقدان الشم تركيب كواشف للغازات في منازلهم وذلك للكشف عن تسرب الغازات من المواقد تحسبا للحرائق أو الاختناق، كذلك التنبيه على فاقد الشم الاهتمام بالطعام أثناء الطهي حتى لا يحدث احتراق دون أن يدري بذلك وعليه أن يتبع وسائل النظافة الشخصية حتى لا تنبعث منه روائح غير مرغوبة مثل رائحة العرق التي قد ينفر منها الآخرين دون أن يشعر هو بذلك.
د. حامد السروي - أخصائي الأنف والأذن والحنجرة