لقد ابتهج الشعب السعودي بجميع شرائحه بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سالماً معافى ولله الحمد إلى أرض الوطن بعد رحلته العلاجية التي كُللت ولله الحمد والمنَّة بالنجاح والشفاء، حيث عبَّروا عن فرحتهم منذ أن أعلن عن موعد العودة بشتى الصور الجميلة بعد أن كانوا يترقبون المقدم
الميمون للمك المفدى - يحفظه الله - ويتلهفون لرؤيته بين أهله وأبنائه من المواطنين، متحدثين عنه وعن منجزاته وأعماله الخيّرة المتعددة، ومستعرضين أبرز الإنجازات التي تحققت في عهده، كما واكبت عودته الميمونة الأفراح في جميع المناطق بمدنها ومحافظاتها ومراكزها ما يدل على المكانة الكبيرة التي يحتلها خادم الحرمين الشريفين في قلوب المواطنين، مما كان له الأثر البالغ في إظهار مدى تلاحم هذا الشعب النبيل مع قيادته التي هي منهم وتعمل على إسعادهم.
إن هذا التلاحم بين الشعب والقيادة السعودية يُعتبر مختلفاً بجميع المقاييس، بل يمكن اعتباره نموذجاً فريداً في هذا العصر يستحق دراسته والتمعن فيه واتخاذه قدوة، وهذا دليل على سلامة النهج الذي تسير عليه قيادة المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ومدى رضا الشعب عنه، فمنذ تأسيس الدولة السعودية وإلى هذه اللحظة تستمر حالة التلاحم بين الشعب وقيادته الرشيدة بأبهى حلتها وأجمل صورها، فالشعب يحب مليكه ويكن له الولاء، والملك يحب شعبه ويتحسس مشاعره ورغباته، ويتفقد أحواله بنفسه دون وسيط، فالملك يفتح أبواب قلبه قبل بابه لجميع شرائح المجتمع ويدخل بيوت الفقراء ويستمع إلى هموم ونداء المستغيثين، ومكارمه يقر بها القاصي والداني والمتمثلة في تسهيل مصاعب الحياة عن الناس في شتى مناحيها.
النموذج السعودي مختلف في مجال الحكم فهو يحكم بأسمى دستور وهو دستور رب العالمين الذي هو أفضل الدساتير وأنضجها وأكثرها تطوراً فهو يقيم توازناً بين الحريات والحقوق من ناحية، وبين السلطات التي تتم ممارستها من أجل حماية هذه الحقوق والحريات ورعايتها وتنميتها من ناحية أخرى، كما تتسم أنظمته بالتوازن والمرونة والتطور لتواكب احتياجات العصر المتطورة، فالمجتمع السعودي في تقدم مستمر من خلال آليات عمل الجهات الحكومية وغير الحكومية التي أُنشئت للعناية بالأوضاع المعيشية للمواطن السعودي من خلال التوجيهات المستمرة من القيادة السعودية الحكيمة للنهوض بالمستوى المعيشي للمواطنين.
النموذج السعودي مختلف استقراراً وأماناً، فالمملكة في ظل القيادة الرشيدة اجتازت الكثير من التحديات وانتصرت عليها بفضل وعي وقدرة خادم الحرمين وولي عهده الأمين والنائب الثاني - حفظهم الله - على قراءة الأحداث وجعلها تصب في مصلحة المملكة وشعبها، فكانت المملكة العربية السعودية عصية على كل محاولات ضرب الوحدة الوطنية لوعي المواطنين وإدراكهم وتمسكهم بنهج السلف الصالح في علاقة الحاكم بالمحكوم، كما أن الأجهزة الأمنية وكفاءتها ساهمت في استقرار المملكة رغم وجودها في بقعة ملتهبة مما وفر بيئة خصبة للتقدم والازدهار وجلب الاستثمارات.
النموذج السعودي فعلاً نموذج أصيل وغير مُقلّد، ولو جلس كل مواطن سعودي مع نفسه وعقد مقارنة مع جميع دول المنطقة لتأكد أنه يعيش ضمن نموذج فريد يسعى للإصلاح والتطور يُحسد عليه.
* عميد مركز خدمات التوظيف والأعمال الريادية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية