|
الجزيرة - سعيد الدحية الزهراني / تصوير - سليمان الغوينم :
بابتسامة تملأ محيا أعضائها.. تستقبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر زوار معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م.. في مشهد بليغ يعيد للذهن الشكل الحقيقي للعلاقة بين الهيئة والجمهور.. هذا الشكل الذي طالما غاب عن مساحة الفراغ فيما بين قطبي معادلة الأمر والنهي..
معرض الكتاب لم يكن كرنفال ثقافة ومعرفة فحسب.. بل فرصة مهمة لإعادة التوازنات المفقودة على خارطة المشهد الثقافي والاجتماعي العام مع التيار المحافظ.. هذا الحدث المثالي برهن بالمعايشة والتجربة لجل أفراد وحدات مجتمع الدراسة لا عينته فحسب.. أن هيئة الأمر بالمعروف بالفعل قيمة للإضافة.. عندما تبلور رؤى وأسس عملها بكل مباشرة ووضوح.. بعيداً عن مغارات وغارات الوصاية والتجهم..
على الجانب المقابل.. انكشفت سوءة أدعياء الفضيلة (المحتسبين) الذين لم تسلم منهم حتى الهيئة فضلاً عن أن لا أن ينتسبوا إليها.. عندما لم يحترموا أبسط مظاهر حقوق الذات في الممارسات الشخصية البحتة.. مثلما لم يسلم المظهر الوطني العام من تطاولهم وتجاوزهم.. وكأنها حكاية البراءة التي افتقدتها الهيئة منذ أمد ممتد.. رغم حداثة العهد المشرق للهيئة..
وعوداً على «صديقة الجميع» دون أدنى مبالغة مكتب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمعرض الكتاب لا تتعجب عندما تمر من أمام مكتبها لتجد أحد رموز الانفتاح والتنوير مثل الدكتور محمد آل زلفة في حديث حميمي مع أفرادها..وهو الذي يكتب في إحدى زياراته (الهيئة بهذا التعامل المثالي تفتح مع جمهورها -وكلنا جمهورها ومحبيها- باباً كبيراً جداً للحب والفرح).. ولا تستغرب أيضاً عندما تقف إلى جوار أحد أعضائها وهو في حوار خلاّق وصريح مع أحد الأكاديميين مثل الأستاذ الدكتور محمد بن سعيد العلم حول الوجه الجديد المضيء للهيئة بعد تولي معالي الشيخ عبدالعزيز الحمين رئاسة الهيئة.. مثلما لا تذهب بعيداً عندما تجد فريق إعلامي كامل في زيارة ودية أخوية لمكتب الهيئة بالمعرض.. وقس على هذا كافة الأطياف والأجناس والاتجاهات.. ناهيك عن تكامل حضورهم مع الأجهزة الأمنية الرسمية في المعرض.. حتى غدت الهيئة ورجالها في معرض الكتاب.. مساحة للفرح وملجأ للأمان.. وصديقة قريبة للقلوب والعقول معاً..
«الجزيرة».. تثمن منجز الهيئة المشرف -رغم محاولات الجاحدين- وتتمنى تعميم أنموذج معرض الكتاب في مختلف مناشطها الجماهيرية..