سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك - سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قرأت ما كُتب في هذه الصحيفة عن الخادمات، وقد أجاد الإخوة في تطرقهم لهذا الموضوع الذي أعتبره موضوعاً مهماً، حيث يندر أن يخلو منزل من وجودهن، وفي هذا الصدد أحببت أن أؤكد على أن لا يكون في تعاملنا مع الخادمات إفراط ولا تفريط، فهناك من الأسر من تعطي الخادمة مطلق الحرية في التصرف وفتح الباب والرد على الهاتف والتدخل في الأمور الأسرية، ويكون لها شخصيتها وقيمتها الزائدة وتوصل القهوة والشاي والطعام إلى الرجال والضيوف!! ويدلعونها ويدللونها وهذا ما يفسدها عليهم!! والبعض وبكل أسف يهينها، ولا يلقي لها بالاً ويعاملونها بكل تعسف وصلف وعنجهية وظلم، ولا أنسى ما قرأته من أن أحدهم كان يجلس الخادمة في صندوق السيارة (الغمارتين) على طريق الرياض - القصيم السريع خلال الصيف الماضي ظهراً في شدة القيظ وتوهج الحرارة، علماً بأنه لم يكن معه سوى زوجته وطفلين!!
ولا أنسى أبداً تلك الحادثة الشنيعة التي قام خلالها أحد رعاة الأغنام البنجلاديشيين في منطقة القصيم بتهشيم رؤوس أسرة كاملة، وهم نائمون وأزهق أرواح إحدى عشرة نفساً، ثم تمَّ القصاص منه وقيل بأن ذلك بسبب سوء تعاملهم معه. المفروض ألا نؤيد التدليع ولا نؤيد القسوة، فالخدم بشر لهم أحاسيس ومشاعر وأنفس وليسوا (حيوانات) فيجب علينا أن نتعامل معهم برحمة ورفق ولين وطيبة، وفي الوقت ذاته لا تكون طيبتنا متناهية ونكون ساذجين في الارتياح التام لهم ولتصرفاتهم، فمع التعامل الطيب يجدر بنا أن نتابع تصرفاتهم، فهناك من الخادمات من أدخلت رجالاً إلى منازل مكفوليهم!! وهناك من أساءت للأطفال وهناك من سحرت شباب أو فتيات الأسرة أو الزوج أو الزوجة، ولا ننسى سرقة بعضهن لنقود وذهب وبعض الأشياء الثمينة الخاصة بأسرتها. ومن المفترض أن لا ندعهن لوحدهن يتولين تربية الأطفال والاهتمام بهم. ولا أنسى البكاء المرير لأطفال أحد أقاربي عندما سافرت الخادمة، وايم الله لم يكن هذا البكاء ليكون لو كانت أمه هي المسافرة، وهذه هي المأساة بعينها.
عبدالعزيز بن صالح الدباسي -بريدة