فوجئت ذات مرة وأنا في زيارة لأحد مراكز التدريب النسائية الخاصة، بفتاة تتجه ناحيتي ثم تجهش في البكاء، أربكني الموقف ونظرت إلى يميني وشمالي أبحث عن أي دلائل أو قرائن تفيدني في معرفة سر بكاء الفتاة.
سألتها قلت : عزيزتي ماحكايتك ولماذا تبكين؟
رفعت رأسها من بين يديها وقالت هل نسيتيني؟
أنا إحدى تلميذاتك درستيني في الثانوي وتخرجت من الجامعة، لم أكن أتصور في يوم أن ترينني بلباس(السيكورتي) هذا!!جالت في ذاكرتي ملامحها وأحلامها وطموحها. قلت لم تخلقي لهذه المهنة ولم تتخرجي في الجامعة كي تعملي (سيكورتي)، لابد من حل.أذكر أنني هاتفت نائب وزير العمل د. عبد الواحد الحميد وشكوت له حال الجامعيات وأوضاعهن المؤلمة بلاعمل أو عمل لايتناسب مع مستواهن العلمي. فعرض مشكورا وظائف من صندوق الموارد البشرية شرط التدريب سنة وهذا يسري علىكل الباحثين عن عمل وليس فيه استثناء، وهناك قوائم طويلة تعرض على الشركات ويتم الانتظار. قالت لي الفتاة تعلمين يا أستاذتي أن مايقتل أحلامي ويؤلمني هو أن نسمع من مسئولة حين نشكو لها حالنا العبارة الممضة الشهيرة التي صارت محل تندرنا نحن (السيكوريتات) الجامعيات. قلت ماهي؟ قالت : احمدوا ربكم غيركم يتمنى وظيفتكم هاذي؟ فيه في العالم جامعية تتمنى وظيفة (سيكورتية) على باب براتب 1500 شاملة النقل ولساعات تصل إلى اثنتي عشرة ساعة!!؟ ضحكت معها وقلت نعم حين تكون هذه الجامعية لاواسطة لها.
الأمل اليوم يتجدد في عروق الشباب والشابات في العدالة وتساوي الفرص و إنهاء معاناتهم التي بقيت ترافقهم لسنوات طويلة. وذلك بعد القرار الإصلاحي المهم الذي أعلنه الملك عبدالله حفظه الله بعد عودته إلى البلاد ويهدف إلى حل مشكلة البطالة حلا جذريا ونهائيا خلال الأربعة أشهر القادمة وصرف إعانة بطالة عاجلة لمدة عام يبدأ صرفها خلال الشهرين القادمين.
لعلنا ياتلميذتي نقول لكم قريبا احمدوا ربكم على حصولكم على وظائف تتساوى مع مؤهلاتكم.