الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد: فلا شك أن مسؤولية التدريس كبيرة وأنه أمانة عظيمة، فالمعلم يلتقي بأبناء المسلمين ولذا عليه أن يكون قدوة حسنة في الدعوة إلى الله بقوله وفعله.
وفي هذه الورقة سوف أذكر بإذن الله عدداً من التوجيهات والوصايا المهمة:
أولاً: يجب على المدرس وغيره تقوى الله في السر والعلن.
ثانياً: ينبغي على المعلم أن يستغل وقت الحصة استغلالاً مثالياً، فيحضر إلى الدرس من الدقيقة الأولى ولا يخرج إلا بعد انتهاء الدرس - ويستغل وقت الحصة بشرح الدرس وضرب الأمثلة وتسميع الحفظ إن كان هناك حفظ ثم حل التمرينات.
وفي الغالب أن المعلم إذا استغل الدرس استغلالاً لا يكون عنده فراغ في الحصة لكن لو افترضنا أن المعلم بعد شرحه ومناقشته للتمرينات وتسميع الحفظ ونحو ذلك، بقي لديه وقت فإنه في هذه الحالة يقوم بتوجيه الطلاب في أمور دينهم كالتركيز على أهمية الصلاة وحفظ الأذكار والحذر من الأفلام والأغاني ونحو ذلك.
ثالثاً: ينبغي على المعلم أن يحرص دائماً على تطوير مهاراته وإتقان مادته التي سوف يشرحها للطلاب وأن يسلك أسهل طريقة لتوصيل المعلومة إلى الطالب. فكما أن الطالب الذي لا يذاكر مادته لا ينجح فكذا المعلم الذي لا يذاكر ولا يحاول تطوير نفسه فإنه لن ينجح في أداء هذه الرسالة العظيمة.
رابعاً: يجب على المعلم وغيره أن يقصد بتدريسه وتعليمه وجه الله والدار الآخرة وأن يكون مراقباً لله فمن كان مراقباً لله سوف يؤدي هذه الأمانة على أكمل وجه، وينبغي أن يحسن نيته ولا يكون قصده بعمله نيل الدرجات أو الخوف من المدير والموجه ولكن خف الله تأمن غيره، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
خامساً: ينبغي على المدرس أن يحذر من السخرية والاستهزاء بالطلاب لأن هذا أولاً حرام، ولما يؤديه من أضرار نفسية على الطالب قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ} وكذا يجب عليه أن يترك الألفاظ البذيئة.
سادساً: ينبغي على المدرس ألا يتضايق إذا كان لديه الحصة السابعة وأن يتقبل ذلك بكل رضا لاسيما وأن الجدول إن شاء الله يراعي فيه العدل.
سابعاً: أعلم أن أمانة التدريس أمانة عظيمة سوف تسأل عنها يوم القيامة فأعدّ للسؤال جواباً وللجواب صواباً.. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.