من بين المآسي والكوارث التي تسبب بها تعلُّق من لفظتهم شعوبهم متشبثين بالكراسي يروون قوائمها بدماء هذه الشعوب التي تنزف الكثير منها لانتزاع حريتها وكرامتها التي مرغتها عنجهية وتعنت صلف بعض الحكام الذين نسوا ما أوكل إليهم من أمانة رعاية وخدمة، والدفاع عن من أوكل إليهم رئاستهم وإدارة شؤون الحكم فيهم بالحسنى والعدل، اللذان هما أساس الحكم الرشيد.
من بين مآسي الكوارث التي يشهدها أكثر من بلد عربي، هو محاصرة النازحين من العمال، والذين كانوا يعملون في تلك البلدان لكسب لقمة عيش كريمة ولإعالة أسرهم وأبنائهم.
تغربوا سنين طوال من أجل العمل والكرامة، وفجأة تحاصرهم الأحداث فيصبحوا عالقين ما بين بطش السلطة وغضب المحتجين. وبين هذا وذاك حوصر هؤلاء الذين أصبحوا بائسين فعلاً، أكثرهم يعسكر عند الحدود التونسية الليبية. ورغم أن السلطات التونسية قامت بما تستطيع، إلا أن قدراتها فاقت التدفق الكبير الذي وصل إلى عشرات الآلاف مما يستدعي تدخلاً عربياً لمساعدة هؤلاء الذين ضاعت تحويشة عمرهم وكل ما جمعوه في ليبيا وأصبحت حياتهم مهددة، فالمرض والجوع يهددان بالقضاء عليهم. الوضع المأساوي على الحدود التونسية الليبية يتطلب تدخلاً إنسانياً سريعاً حتى لا يفقد هؤلاء العمال الفارين من جحيم القذافي أرواحهم بعد أن فقدوا أموالهم وأملهم وطموحهم.
JAZPING: 9999