الدودمي – الجزيرة
أفئدة مشرئبة , وحناجر محشرجة , وأكفَ مرتفعة , ودموع منهمرة , وألسنة لاهجة بالثناء لله, وطوابير مصطفة في صالات المطار , ينتظرون لحظات هبوط الطائر الميمون وجميع الأنظار أمام التلفاز تلاحق توقف الطائرة بكل لهف وشوق وقلوبهم ترفرف لرؤية إطلالة الوالد القائد وهو بأحسن حال , فتحققت آمالهم فذرفت العيون فرحا من جميع أرجاء الوطن حينما رأوا حبيب الشعب سليما معافى , في مظهر يجسد عمق التراحم والتلاحم بين القيادة والشعب , وتلك المحبة وهذا الولاء ليس وليد العهد وإنما هو أزلياَ راسخ الجذور تضخه الآباء والأجداد في قلوب الأبناء والأحفاد لتتوارثته الأجيال جيلا بعد جيل في ظلال الأمن الوارف والاستقرار الشامل الذي تنعم به هذه البقعة الطاهرة من أرض الله بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومهد الرسالة التي هيأ الله لها بفضله وتوفيقه ومنّه وكرمه وعلمه سبحانه بمن هو أهل لرعايتها وعنايتها فقيض لها تلك الأسرة الكريمة فكانت سببا في انقشاع سحائب الخوف المحدقة والتي تمطر أنواع الشرور من القتل والسلب والنهب ونباتها الجوع المدقع والجهل المظلم, تلك الأحقاب الكالحة ومسلسلاتها المشؤومة يروونها كبار السن الذين هم كنوز التجارب وعايشوا السنين الخوالي المليئة بالتناحر والفتن والمحن , والجوع واختلالات الأمن وجميع صنوف البلايا والرزايا , مما يستوجب الدعاء في الجهر والخفاء والطاعة والولاء لهذه الشجرة المباركة الوارف ظلها التي قلما يجود الزمان بمثلها , رحم الله أسلاف هذه الأسرة الكريمة ووفق أحياءهم وبارك في عقبهم إلى يوم الدين .
ولعل من العظة والعبرة الوقفة التأملية بما يجري حاليا في بعض الشعوب من الإضطرابات والفتن انفلت معها صمام الأمن وماصاحبه من النهب والاعتداء على الأعراض والأموال والممتلكات وشرعّت بوابات الفوضى على مصراعيها ليعيش الأبرياء من الأطفال والنساء حياة بؤس وشقاء وخوف وجوع لا مكان معها للحياة الهانئة.
كما أنها فرصة لتذكيرنا ما أفاء الله به علينا وعلى هذا الوطن الغالي وشعبه النبيل من نعم كثيرة وفي مقدمتها أولئك الحكام العادلين الأوفياء الكرماء الرحماء يعطفون على الصغير ويوقرون الكبير ويمسحون دمعة اليتيم ويسهرون لراحتنا وتلمس احتياجاتنا ويبذلون الغالي والنفيس لأجل رفاهيتنا وأمننا واستقرارنا , وما هذه المحبة والولاء والتفاف الشعب على القيادة الرشيدة إلا من شكر النعمة التي أنعم الله بها علينا ويحسدنا عليها الحاسدون كيلا نعش حياتنا آمنة مستقرة هكذا يحلمون , ويحق لنا القول بأن الإربعاء الذي استقبلنا فيه مليكنا الغالي بموفور الصحة والعافية وصاحبته الخيرات الكثيرة المعتادة لأبناء شعبه الوفي يوم تاريخي محفور في ذاكرة الوطن والمواطن .
نسأل الله العلي القدير كما أنزل محبة قياداتنا في قلوب شعبهم أن يرد عنهم كيد الكائدين وحقد الحاقدين وأن يلجم عنهم أبواق الناعقين المارقين المتربصين الماكرين الخاسرين الذين خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة, وأن يديم على هذه البلاد الآمنة المطمئنة أمنها واستقرارها ورخاءها ويجنبها الفتن ماظهر منها ومابطن إنه سبحانه وتعالى قريب سميع مجيب .
من جهته تحدث الأستاذ سعد بن محمد العويس مسؤول أملاك الدولة بمكتب وزارة المالية بالدوادمي فقال :
يتوقف القلم ويتعثر اللسان ويعجز البيان عما يكنه الجَنان من مشاعر جياشة وفرحة غامرة بعودة والدنا ورائد نهضتنا وقائد مسيرتنا وحصن وطننا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى وطنه وشعبه بوافر الصحة والعافية بعد رحلته العلاجية المكللة بالنجاح التام بفضله وكرمه , وما هذه الفرحة التي ارتسمت تباشيرها على محيا كل مواطن وازدانت بها شوارع المناطق والمحافظات والمراكز والقرى والهجر إلا دليل صادق على عمق الولاء لحبيب الشعب صاحب القلب الكبير والإنجازات العظام على الصعيدين المحلي والعالمي , فلنهنأ جميعا بالمقدم الميمون خادم أطهر بقاع الأرض الذي أشرق بعودته الوطن أطال الله في عمره وألبسه ثياب العافية وجمع شمله بإخوانه وكافة الأسرة المالكة الكريمة .
من جانبه عبر الشاعر عبدالعزيز بن محمد العويس عن مشاعره النبيلة بعد العودة الميمونة لملك الإنسانية بهذه الأبيات :
يامرحبا واعداد همال الامطار
ترحيبةِ من شعبك اللي يبونك
ياخادم البيتين يا مكرم الجار
وسادس خليفه بالعدل ينعتونك
سلامتِك لاباس من كل الاضرار
والله يحفظك يامليك ويصونك
جعلك مشافى من مشاكيك
ومجار ويطيب يا حب الملايين لونك
والله يحفظك من صواديف الاقدار وتبقى لمن في غيبتك يرتجونك
بالوِرد محفوظِ ومن ذكر الاذكار
والله قصر كيد الخبيثين دونك
ونفداك ياوافي الخصايل بالاعمار
حناّ جنودك والولي دوم عونك
في العين منزالك وفي القلب مقدار
حيث البلاد وشعبها في عيونك
لكبار شعبك أخ والوالد البار
لصغارهم ياعل مايفقدونك
كلِ غبطنا فيك ياحامي الدار
وفي حبنا لك كلهم يغبطونك
هذا الوطن كلّه من كبار وصغار
هبّو سراعِ لاجل يستقبلونك
كلِ خرج فرحان من كل الاعمار
لو بالعيون الشاخصه يبصرونك
غلا وحب وبيعة ِ سر وجهار
ماهوب صندوق به يرشّحونك
يامرحبا واعداد همّال الامطار
ترحيبةََِ من شعبك اللي يبونك