|
بتآزر مورق بين مثقفَين مشرقين هما: الأستاذان بندر الصالح وخالد السليمان استيقظت أوراق ثمانين عامًا من صناديقها معتمرة صدقها وتوثيقها لتمثل سجلاً نابضاً بالحياة المعطاءة لصاحبها المربي والأديب ورجل الذوق والأدب والقيم الجميلة الشيخ العلم عثمان بن ناصر الصالح - عليه رحمة الله - فجاء الجزء الأول من (رسائلي) التي تَمثل دور الأستاذين في بعثها وترتيبها وقراءتها واختيار الملائم منها، وإن أبدى الأستاذ السليمان حزنه لاستثناء رسائل ذات حساسية خاصة بأصحابها وموضوعاتها، مثلما أشار الأستاذ بندر إلى علاقة ربع قرن مع «كراتين» هذه الوثائق حين حملها وربما احتملها بوزنها الثقيل لأنها ثروة والده حسب توصيفه لها فنقلها من بيتهم القديم بشارع الخزان لبيتهم الجديد بحي المؤتمرات؛ فأعاد تنظيمها وحفظها وترتيبها وأراها والده الذي فرح بها، ووجد أن هذه إشارة إذن بنشرها ليقرأ فيها الإداري والتربوي والمجتمعي والمسؤول والصغير والكبير ضالتهم في رسائل مع الملوك والأمراء والوزراء والأعيان والأصدقاء والأقرباء، ومنها ما يمس العمل وما يتصل بشؤون وشجون الحياة.
وسيكون الكتاب مادة خصبة لكثير من الدراسات والبحوث والمناقشات وقراءة القراءة واستنطاق الرسالة والتوقف عند عناوينها ومتونها وأساليبها وموضوعاتها ما يكشف واقعاً ويجلي وقائع، الكتاب موجود في معرض الكتاب هذه الأيام ويتوقّع أن يجد إقبالاً كبيراً، وسيتم تقديم عرض تفصيلي له قريباً.