بمناسبة قدوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن, نرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه بالحمد والشكر على شفاء وعودة والدنا وقائد مسيرتنا ونتقدم بالتهنئة إلى ولاة الأمر والأسرة المالكة وكافة أبناء الوطن فنحن أسرة واحدة في بيتنا السعودي الكبير ويحق لنا أن نفخر بآبائنا ومنجزاتهم وأن نكون معهم في السراء والضراء.
نعم يحق لنا كسعوديين أن نفخر ببلادنا ونحافظ على ما أنجزه أسلافنا, فبعد كفاح دام أكثر من 32 عاماً بقيادة الملك الوالد عبدالعزيز ورجاله, توحد الوطن وانضمت أجزاؤه وتلملم شتاته تحت راية التوحيد باسم (المملكة العربية السعودية) وعم الأمن والاستقرار ربوع البلاد وبدأت عجلة التنمية ومسيرة البناء من عهد الأب القائد وسار على نهجه الأبناء من بعده الملك سعود، فيصل،خالد، فهد رحمهم الله جميعاً ثم جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله, وإن كان لكل منهم أثر في نماء البلاد رغم اختلاف الزمن والظروف المحيطة بكل حقبة زمنية إلا أن السمة المشتركة التي تجمعهم هي إخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن وأبنائه.
ففي عهد الملك عبدالله تحقق الكثير من المشاريع التنموية في كافة أنحاء المملكة وفي مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعية والكهرباء والمياه والزراعة التي تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما يضعها بين دول العالم المتقدمة, فقد تجاوزت الإنجازات في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000 م. ففي التعليم, تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى خمسة وعشرين جامعة وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات, وإقامة الصرح العلمي الكبير بإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية, إضافة إلى المدن الاقتصادية, منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابخ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض.
لقد اتسم عهد الملك عبدالله بسمات حضارية من خلال حرصه -حفظه الله- على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات في كافة المجالات, ومن هذا منظومة تداول الحكم بإصدار نظام هيئة البيعة ولائحته التنفيذية وتشكيل هيئة البيعة وتم تحديث نظام القضاء ونظام ديوان المظالم, كما تم إحداث عدد من الهيئات والإدارات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تهتم بشؤون المواطنين ومصالحهم ومنها (الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد) و( الهيئة العامة للإسكان), ووحدة رئيسية في وزارة التجارة والصناعة تعنى بشؤون المستهلك.
كما أنشئت المجالس البلدية المنتخبة وبدأت تمارس مسؤولياتها المحلية وزاد عدد مؤسسات المجتمع المدني التي تسهم في صياغة القرارات ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية وتم تشكيل هيئة حقوق الإنسان وتعيين أعضاء مجلسها كما أحدثت جمعية أهلية تسمى جمعية حماية المستهلك وهيئة الغذاء والدواء ومارس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني دوره في ترسيخ ثقافة الحوار في المجتمع وأسهم في تشكيل مفاهيم مشتركة بشأن النظرة إلى التحديات التي تواجه الأمة وكيفية التعاطي معها, في مجال الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات ونبذ الفرقة والصدام بينهما وتقريب وجهات النظر, دعا الملك عبدالله, في أكثر من مناسبة إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة وإلى ضرورة الانفتاح وتعميق المعرفة بالآخر وبتاريخه وقيمة تأسيس علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري والاستثمار المشترك الإنساني لصالح الشعوب، وتتويجاً للجهود التي يبذلها الملك عبدالله، لدعم التواصل والحوار بين الحضارات والثقافات تم إطلاق جائزة عالمية للترجمة باسم « جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العلمية للترجمة» إدراكاً منه حفظه الله بأن النهضة العلمية والحضارية إنما تقوم على الترجمة المتبادلة بين لغات الأمم الأخرى لكون الترجمة ناقلاً أميناً للعلوم والمعارف وخبرات الأمم ورفع مستوى الوعي الثقافي وترسيخ الروابط بين المجتمعات. وما زالت عجلة الإنجازات في سيرها الحثيث.
يحق لنا أن نفخر بقادتنا لعملهم الدائم وعطائهم المستمر, ولعل قرارات الخير والعطاء التي صدرت حال وصول خادم الحرمين إلى أرض البلاد خير دليل على أن هم الوطن والمواطنين هو هاجسه الدائم في حله وترحاله.
أسأل الله أن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها في ظل قيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
رئيس مركز الحصون سدير