ما الذي تركته هذه القلوب المحتشدة في كل أنحاء البلاد فرحاً بعودة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز للقلم أن يقول؟ وهل يستطيع اليراع أن يسطر حباً وولاءً أبلغ من ذلك الذي شهدته أعيننا من شيب المملكة وشبابها ونسائها وأطفالها، الذين خرجوا لاستقبال الملك الغالي، حاملين أعلام الوطن ورافعين شعارات ولافتات الترحيب بعودته المباركة، في مشاهد فرح وطرب قلّ أن يرى لها نظيراً؟ مثبتة بشكلٍ جلي صدق من قال إن مكانة الملك في أفئدة مواطنيه هي مكانة الأب الحاني. ومن هنا كانت مظاهر الاستقبال الهائل، والمشاعر الدفاقة الفياضة، وحمدُ الله والثناء عليه أن أعاد لهذه الأسرة الممتدة على امتداد ربوع هذا الوطن الشامخ كبيرها الذي أعلا شأنها بين الأمم، حتى بلغت في عهده ذرا المجد والعلياء والرفعة والإباء والشمم.
ولم يكن مستغرباً لمن يعرف السجايا الكريمة للملك عبد الله حفظه الله أن يضيف الأب إلى فرحة الأبناء بلقائه بعد وحشة، وباستقباله بعد غياب، تلك المكرمات الميمونة والقرارات التنموية التي تثبت أن الهموم الرئيسية للمواطن السعودي، أو ما عرف بثالوث البطالة وغلاء المعيشة والسكن، كانت الهمّ الخاص لهذا الرجل الذي تغلغل اسمه ورسمه في ثنايا أرواح مواطنيه. جاءت لتؤكد أن القائد النبيل لم يكن غائباً عن شعبه حتى في أيام نقاهته، بل كان متابعاً بصفة شخصية لأحوال مواطنيه ومعاناتهم، حتى وهو في ذلك العارض الصحي الذي ألمّ به في المدة الأخيرة.
فها هي هدايا الأب إلى أبنائه... رفع رأسمال صندوق التنمية العقاري، وإعفاء جميع المتوفين من قروض هذا الصندوق، ودعم موازنة الهيئة العامة للإسكان، وزيادة رأسمال البنك السعودي للتسليف والادخار، وزيادة الإعانات السنوية للجمعيات الخيرية، ودعم الجمعيات التعاونية، وصرف إعانة مالية موقتة لمدة عام للعاطلين عن العمل، لأول مرة في المملكة، وضم جميع الطلبة السعوديين الدارسين في الخارج على حسابهم الخاص إلى برنامج خادم الحرمين للابتعاث.
وبرغم أن عودة قائد أمتنا خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - إلى بيته الكبير، بعد الرحلة العلاجية الموفقة، ووصوله سالماً معافى هي البهجة الكبرى، وأن الأمن والأمان اللذين ننعم بهما هما الهدية الدائمة، فإننا لا بد أن ننظر بعين الرضا والتقدير والامتنان، ونثمن عالياً هذه القرارات الملكية الحكيمة، التي تستجيب لاحتياجات تطوير الحياة الاجتماعية، بما اتسمت به هذه القرارات من كرم كبير وصل بها إلى الخمسة والثلاثين مليار دولار، لمواجهة البطالة وغلاء المعيشة والسكن والضمان الاجتماعي.
عباد الخشمان الشمري