في أكثر من مناسبة ومقال يتأكد أن كتب التراجم والسير الذاتية مصدر ثري ليس لأصحابها فقط ومتابعيهم بل لكل مهتم بالمشهد الوطني، وفي كتاب زميلنا العزيز المهندس علي بن عبد الله الزامل الذي وثق فيه شيئاً من مسيرته ومسيرة والده الموسوعي الراحل عبد الله العلي الزامل الكثير من ذلك.
هذه الذكريات والمذكرات التي كتبها أخونا الزامل، وأتت في عنوان (من حارة الباب إلى أبواب الحياة) وحارة الباب هي المكان الذي ولد به الزامل في مكة المكرمة وهو يعود في جذوره إلى مدينة عنيزة الغالية في قصيمنا الأغلى.
لا أريد الإطالة في الحديث عن هذا الكتاب فهذا ما سيجده قراء الوراق قريبا بإذن الله في هذه الصفحة، لكن حسبي أن أشير إلى جوانب مهمة في هذا الكتاب تؤكد أن هذه المذكرات أو الذكريات وإن كانت شخصية في عنوانها إلا أنها وطنية في مضمونها، فمثلاً احتوت هذه المذكرات على معلومات عن أحياء في جدة ومكة مثل حي الكندرة والهنداوية، وتحدثت عن بعض الصور الملكية القديمة، كما تضمنت هذه المذكرات صوراً جماعية لبعض الطلاب السعوديين في الخارج من أوائل مبتعثي دراسة الطيران، ومن جميل ما تضمنه هذا الكتاب صورة توثق حفل أهالي عنيزة بمكة المكرمة بمناسبة زيارة الملك فاروق ملك مصر للسعودية، والشاهد أن هذا الكتاب احتوى على أخبار وصور تعد وثائق مهمة لكل باحث في تاريخ وطننا العزيز، كما أن هذه المذكرات احتوت على شذرات مهمة من سيرة والده الأديب الكبير عبد الله الزامل الذي له ريادة كبيرة في الكثيرة من الفنون الإبداعية في وطننا العزيز.
وكما قال أخي فائز البدراني كاتب مقدمة هذا الكتاب حيث أكد على أن مثل هذه المذكرات تحمل الإثراء لما فيها من التجارب الإنسانية المتراكمة، ومذكرات الزامل كذلك بإذن الله.
أخيراً: من برنا بوطننا ووفائنا له أن كل من (كان لديه شيء) عليه أن يخرجه للمجتمع وللجيل القائم والقادم من أبناء وطنه، ومثلما فتح الزامل باب مذكراته، فكلنا أمل في آخرين في وطننا ممن لديهم شيء أن يفتحوا أبوابهم وقلوبهم وأقلامهم ويوثقوا سيرتهم ومسيرتهم في هذا الوطن الكبير.