Tuesday  01/03/2011/2011 Issue 14033

الثلاثاء 26 ربيع الأول 1432  العدد  14033

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

عَلَمٌ وكتاب

رجوع

 

الكتاب هو (تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان)، والعَلَمُ هو مؤلفه العلامة العالم الفرضي الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن - رحمه الله - وُلِد في مدينة بريدة عام 1334هـ، وتُوفِّي فيها عام 1425هـ رحمه الله رحمة واسعة، وهو من العلماء المعروفين، ومن الذين درسوا في مدرسة الصقعبي المشهورة في بريدة قبل المدارس النظامية، وهو في السادسة من عمره، أي في سنة 1340هـ تقريباً، بعدها انتقل إلى طلب العلم عند الشيخ عبدالعزيز العبادي رحمه الله، وأخذ العلم عن الشيخ عمر بن سليم قاضي القصيم في وقته المتوفَّى سنة 1362هـ رحمه الله، وقد رثاه في كتابه بقصيدة طويلة.

وجلس الشيخ إبراهيم للتدريس في المساجد وهو في الثانية والعشرين من عمره، ومن المشايخ الذين أخذوا العلم عنه: الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي رحمه الله، والشيخ صالح فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله، وغيرهما كثير، وقد خلف الشيخ إبراهيم رحمه الله عدداً من المؤلَّفات، منها:

1 - كتاب: (عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان)، وهو كتاب شهير في الوعظ والتذكير، يرقق القلوب، ويشرح الصدور، يُقرأ في المساجد خاصة في شهر رمضان المبارك، وهو من أشهر مؤلفاته.

2 - كتاب: (السحاب المركوم والرحيق المختوم في وظائف السنة منثورها والمنظوم).

3 - كتاب: (الأعلام المرفوعة والتحف المدفوعة وعقيدة الإسلام المقروءة والمسموعة).

وغيرها من الكتاب والمؤلفات، وله قصائد متنوعة في الرثاء وغيرها من فنون الشعر، وقد اشتهر رحمه الله ببراعته في علم الفرائض؛ فهو متمكن في علم المواريث غاية التمكن، وعرف عنه الدقة في الحسابات وتحليلاتها. ناهيك عن تمكنه في العلوم الشرعية الأخرى، والعلوم التاريخية.

أما كتابه الذي بدأت به هذه المقالة (تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان) فهو كتاب من ثمانية مجلدات، يحوي العجب العجاب مما لذَّ وطاب من علوم وتاريخ وقصص وحوادث ورصد لواقع التاريخ وأحداثه، للفترة من سنة 1268هـ حتى سنة 1420هـ (ومن نهاية العقد السابع من القرن الثالث عشر الهجري حتى نهاية العقد الثاني من القرن الخامس عشر).

وفي المجلد الأول منه أورد ترجمة كاملة للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ولبقية علماء الدعوة المباركة، حسب تسلسل السنين في كتابه، كما أورد سيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب الله ثراه بشيء من التفصيل، وذكر فتوحاته وجهوده في سبيل توحيد هذه البلاد، والرقي بها وإخراجها من عالم الجهل والتخلف إلى عالم العلم والحضارة والتقدم، وذكر موجزاً تعريفياً بمناطق المملكة المختلفة، خاصة مدن وقرى نجد ومسمياتها، والوقائع والمعارك التي دارت رحاها في الجزيرة العربية، كما ذكر كثيراً من الأحداث العالمية التي غابت عن كثير من الأذهان.

والكتاب حقيقة يطول الحديث عنه؛ فهو كتاب تاريخ وأدب وشعر وملاحم وجغرافيا واجتماع وتراجم وقصص وغيرها من العلوم، كُتبت بيد خبير متمكن ومتقن لعمله رحمه الله. قال في مقدمته للكتاب: «فدونك كتاب يصلح للدنيا والدين، ويلائم سائر طبقات الناس، قد اشتمل على نكت أدبية ونبذ تاريخية وتراجم لأئمة أعلام وملوك أكاسرة عظام.. ولعمر الله لقد بذلت مجهودي في تأليفه وجمعه وترتيبه وتصنيفه، وحرصت على ألا أنقل فيه إلا ما كان صحيحاً، والتزمت بالإنصاف فيما أذكره، فلا أغلو ولا أجفو..) أ.هـ. وهو ثقة في مجاله، وغيره عالة عليه في كثير من معلوماته. والكتاب يُعتبر مكتبة في كتاب، ويجدر بكل باحث وطالب علم ألا تخلو مكتبته من نسخة منه؛ لما فيه من علوم لا يستغنى عنها وثقافة عن تاريخ بلادنا وأعلامها ورموزها يحتاج إليها المثقف وطالب العلم. وحتى يعرف البون الشاسع بين ما كنا عليه من أوضاع بائسة وما نحن عليه الآن من خيرات وأمن وأمان يحسدنا عليها كثير من الناس، فيشكر الله على هذه النعم ويحافظ عليها.

رحم الله مؤلفه، وعفا عنه، وجزاه الله عنا خير الجزاء.

ملحوظة:

استفدت من مقدمة كتابه (تذكرة أولي النهى) في بعض معلومات ترجمة الشيخ رحمه الله.

سليمان بن صالح الدخيل الله - بريدة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة