بلادنا بلاد خير، حقيقة راسخة في أنفسنا منذ زمن بعيد، ولا زالت هذه الحقيقة تتعاظم في أنفسنا وتترسخ على مدى الأيام وأنا أشاهد ما امتن الله تعالى به عليها من قادة حكماء، وولاة أمر جسدوا الإنسانية بكل معانيها، وتربعوا على قلوب القاصي والداني، وحازوا مساحة كبيرة من محبتهم وإجلالهم، ومن محاسن التقدير أن تتجلى تلك الحقائق، ويظهر ذلك الحب والوفاء والإخلاص على مدى الأشهر الثلاثة التي مضت منذ أن طالعنا بيان الديوان الملكي ليخبرنا بالعارض الصحي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سلمه الله، ثم البيان الذي طمأننا وأخبرنا بنجاح العملية الجراحية، وأخيراً البيان الذي زفّ لنا بشرى عودة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلى أرض الوطن، وما أجملها من بشرى أعادت القلوب إلى مواضعها، وأدخلت الأمن والأمان في النفوس، ولست أعجب من ذلك فخادم الحرمين الشريفين سلّمه الله قائد محنك، يدور مع الخير حيث دار، ويحب وطنه، ويسعى للنهضة بأمته، ويقدم الغالي والنفيس لبناء شامخ بأبنائه وبناته قبل أن يشمخ بأبراجه ومنشآته، والنهوض البارع الذي يسعى للبناء والتعليم والتطوير، وإلى كل ما يرتقي بهذه الأمة في كافة المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية والصحية وغيرها، لذا كان لزاماً أن تتعلق القلوب به، فتشعر بألمه، ثم تسعد بشفائه وعافيته، وما ترقُّب المواطنين واستشرافهم للأخبار إلا خير برهان على تلك المحبة، ودليل على اللحمة القوية بين الشعب وقيادته الرشيدة، وها هي مظاهر السعادة تكسو مدن المملكة العربية السعودية وقراها، وعلامات الفرحة والارتياح تعلو محيا كافة المواطنين والمواطنات، تأتي عفوية لتفصح عن المشاعر التي تشربتها نفوسهم وترسخت في أذهانهم تجاه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وحُق للشعب أن يفعل ذلك، وأن يسعد ويبتهج، فعودة خادم الحرمين الشريفين سالماً إلى أرض الوطن وحضوره بين أبنائه وبناته وبمثابة عودة الروح إلى الجسد.
أسأل الله العلي القدير أن يديم على خادم الحرمين لباس الصحة والعافية، وأن يحفظه لنا والداً أحبنا وأحببناه، كما أتوجه بأسمى التبريكات إلى مقام سمو سيدي ولي العهد الأمين، وسمو النائب الثاني، وأصحاب السمو الأمراء، وكافة أطياف الشعب السعودي بهذه المناسبة.
(*) قائد الطب العسكري الميداني بالحرس الوطني