على مر العصور كان للشعر دور رئيس ومهم في المجتمعات المتتابعة في أزمنتها، وتتفاوت هذه الأهمية تبعاً لغرض الشعر ومستوى الشاعر قياساً بقصيدته (من منظور نقدي)، ولأنني لست بصدد الحديث عن أمر بديهي بطبيعة الحال، فإنني أسوق ما ذكرته كمقدمة مقتضبة لأمر يتفرع من أهمية دور الشعر المتمثل بجزء منه بأمانة ملقاة على عاتق الشاعر تجاه أكثر من شأن؛ فمثلاً القصائد الوطنية هي صورة للولاء والوفاء والإخلاص لولاة الأمر والوطن، وهي مشرفة لدارسها لأنها توثق اللحمة الوطنية الأزلية بين المواطن السعودي وولاة الأمر أطال الله عمرهم وأدام عزهم، كذلك القصائد الاجتماعية التي تعري فكر الإرهاب الحاقد عبر الشبكة العنكبوتية وتفضح أمر الحاقدين رد الله كيدهم في نحورهم، كذلك من استشعار دور الشاعر لحضوره المشرِّف محاربة داء المخدرات الذي يفتك بالأجيال الغضة، وتبيانه لأن في الشعر جانباً مؤثراً كإعلام مضاد لكل سلبيات يُراد اختراق شبابنا من خلالها، وليسمح لي القارئ الكريم بالتعريج على بعض (القصائد الغزلية) التي استغل بعض الشعراء المسببات لتمريرها عبر القنوات الفضائية كضعف الرقابة وهي قصائد لا تليق بأبناء الوطن الكريم الأبي لأن الشاعر سفير وطنه بشعره - والحياء شعبة من الإيمان - والقصائد شبه الإباحية التي تبث بشكل سافر مأخذ كبير جداً (وقطعة وجه) لبعض القنوات الفضائية والقائمين عليها وبعض الشعراء الذين لم يحترموا أنفسهم من خلال نصوصهم ولم يحترموا الآخرين مع بالغ الأسف.
وقفة للشاعر الكبير بدر الحويفي:
عن بعض ما نسمع ويهرج تشيّمت
وسلم الرجال أهل السلوم إحترمته
ولو كل ما ثارت عجاجة تحيزمت
تهت الطريق وكل عابر صدمته
مهما حصل بإسلوب عقلي تحكّمت
ورأي الحكيم المعتدل ما لطمته