على الرغم من وحشية الأفعال التي يرتكبها (القائد القذافي) ومرتزقته وما تبقى من منتفعين، والذين يسومون الشعب الليبي أقصى درجات الانتقام والعذاب، محاولين فرض بقاء (القائد) الذي لفظه الشعب الليبي. رغم كل صور القتل والعذاب، إلا أن الليبيين، وفي إصرار شريف يرفضون وبإباء التدخل الأجنبي العسكري لازاحة (القائد)، الذي تحوَّل إلى قائد لشياطين المرتزقة والفاسدين.
الليبيون الذين وعوا مخاطر ومضار التدخل الأجنبي ونتائجه المدمرة في العراق وأفغانستان، لا يريدون أن تتكرر التجربة في بلادهم صاحبة الخبرة المختزنة في مقارعة الاستعمار والتسلط الأجنبي.
فالليبيون يعون ويعرفون تماماً أن التدخل الأجنبي يورث بقاءً لممثلي قوة التدخل الأجنبي، ولن يكون بأفضل مما كان عليه الحال في مرحلة التسلط الفردي الدكتاتوري. لا مانع من أن يساعد المجتمع الدولي في فرض حظر على الطيران الحربي فوق الأجواء الليبية، حتى لا يستعمل النظام المتهاوي الطيران الحربي للانتقام من الشعب، ولا بأس أن تُسَيَّر قوافل إغاثة طبية وإيصال مواد غذائية، وأن يُتاح لمن يريد من غير الليبيين الخروج من البلاد.. كل هذا مرحب به ومسموح. أما أن تتدخل قوات لتقوم بما يحسن الليبيون القيام به، وأن ينجزوا ما نذر الليبيون أنفسهم له، فهذا مرفوض، مثل فرض حصار اقتصادي على ليبيا لا يتضرر منه إلا الشعب الليبي.
JAZPING: 9999