بعد قرار وزارة الصحة عدم توظيف حملة الدبلومات الصحية، وقصر التوظيف على حملة البكالوريس، تذمَّر الخريجون الذين ضيعوا 3 سنوات من أعمارهم، وعشرات الألوف من أموالهم أو أموال ذويهم، وذلك لكون هذا القرار تم اتخاذه، دون وضع آليات وظيفية أو تدريبية أو تأهيلية لحملة الدبلوم، بهدف رفع مستواهم العلمي لدرجة البكالوريس.
إن مشكلتنا مع إصدار القرارات، هي أننا نفلح أكثر ما نفلح في إصدارها، وإيهام الآخرين بأن هذا القرار سيصب في المصلحة العامة: يا للمصلحة العامة التي ذبحتنا الإدارات الحكومية بها! كل ما دق عود عصى، قالوا: مصلحة عامة. أين المصلحة العامة، في حرمان الشاب أو الشابة الحاملين لدبلوم معتمد من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، من الانخراط في العمل الصحي ضمن مؤسساتنا الصحية المنتشرة في كل مدن المملكة؟! ألا تحتاج معظم المراكز، خاصة تلك التي تخدم مناطق غير رئيسية إلى فنيين بدرجة دبلوم؟! أليس هناك، وفي مستشفياتنا الكبرى، ألوف الفنيين والفنيات الأجانب من الحاملين والحاملات لنفس الدبلومات، لماذا لا نستغني عنهم ونستبدلهم بحملة درجة البكالوريس، وإلا هؤلاء حرام، وعيالنا وبناتنا حلال؟!
أنا لن أكون في صف أحد ضد أحد، لكنني أدعو الوزارة، إلى الاستفادة من قدرات شبابنا وشاباتنا، ممن يحملون اليوم درجة الدبلومات وتطويرهم، ومن ثم بإمكانها أن تتولى الإشراف على تحويل المعاهد إلى كليات، لكي تمنح درجة البكالوريس.