|
الجزيرة- علياء الناجي:
تراجعت أم أسامة أربعينية متزوجة ومشرفة منتدى متطرف تقوم بالدعم اللوجستي ونشر روابط جهادية عبر الإنترنت تائبة عن اقتناعها بالفكر الضال، مشيرة إلى أن تنظيمات القاعدة كانت تعمل على إعداد برامج مكثفة لإعداد ما يسمونه «جهادا» للنساء عبر الشبكة العنكبوتية دون أن تعرف هؤلاء النسوة ما المقصود بالجهاد. مضيفة: «كنت أول من طرح هذا السؤال عليهم والاستفسار.. وكان استفسارا وجيها تشجعت عليه الكثيرات منا ممن كن ينتمين إلى الفكر الضال وهو كيف تقحمون بنات وزوجات الآخرين ولا تدخلوا بنسائكم للجهاد».
وأوضحت أم أسامة أنه دخلت الكثير من الأطروحات المتشابهة مثل لماذا تدخل المرأة في الجهاد الجسدي، مشيرة إلى أن رد تنظيمات القاعدة على استفساراتهم بإشراك المرأة بالتنظيم لقلة عددهم وباعتبار أن الجهاد فرض عين على النساء.
جاء ذلك خلال عرض حملة السكينة بصورة سريعة عبر «البوربوينت» لبعض حوارات حملة السكينة المختصة بمحاورة معتنقي الفكر الضال عبر الإنترنت التي صورت «الجزيرة» أجزاء منها خلال لقاء الحملة مع طالبات جامعة الأميرة نورة تحت عنوان «تعزيز مبدأ الوسطية ونبذ التطرف والغلو» الذي يُعد الأول من نوعه بالمملكة مع جامعة نسائية.
وعلى الصعيد ذاته قال رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عبدالمنعم المشوح خلال اللقاء: إن الشخصية المتطرفة السلبية تتسم بالتشاؤم مليئة بالانتقام والحقد، مشيراً إلى أن أسباب التطرف متعددة منها أسباب أسرية واجتماعية واقتصادية، لافتاً إلى أن نشر مبادئ الوسطية وروح الحوار واحترام الرأي الآخر هي طرق لفك شفرة التطرف وتكريس التسامح والمحافظة على القواعد الشرعية.
ولفت المشوح إلى أنه ضد تقسيم المجتمع إلى متدين وغير متدين، موضحاً أننا بشر والجميع يخطئ والجميع لديه نقص ببعض الجوانب، مشيراً في ذات الوقت إلى أن الفتاة يجب أن لا تكون إمعة تنساق خلف أي تيار يستجد بمجتمعها.
إلى ذلك تساءلت الطالبة شروق خلال مداخلات اللقاء الذي اتسم بجزئه الأكبر بالحوار المفتوح مع الطالبات إلى أن معلمتها بالمرحلة المتوسطة كانت تحثهم على عدم الذهاب إلى «الملاهي» كونها تشغلها عن ذكر الله الأمر الذي جعلني أتقلب بين الصح والخطأ وبين الترفيه بحد ذاته، ورد المشوح على سؤالها بأن ذلك يُعد تطرفاً وتشدداً وفهما غير صحيح للدين لأن الترفيه البريء لا شيء فيه، مشيراً في ذات الصدد إلى أن بعض المجتمعات تربت على فتاوى مناسبة في وقتها ولكن يجب حاليا فهم أن يتربى الشخص على الأصول الدينية.
ورد المشوح على تساؤل إحدى الطالبات حول معرفة إذا كان الشخص مقدماً للنصيحة أم أنه متطرف عبر الحوار العادي بالمنتديات عبر الإنترنت، أن من سمات المتطرفين فكريا ومعتنقي الفكر الضال شق المجتمع والوقوف ضد الائتلاف والجماعة، مشيداً بالوقت ذاته برقي ووعي طالبات جامعة نورة لفهمهن لمعنى التطرف والفكر الضال ومحاولتهن للمعرفة الإيجابية للتوعية والتنوير.
وفي ذات الإطار طالبت بعض من طالبات الجامعة عبر «الجزيرة» أن يتم عمل لقاء مع حملة السكينة لمعرفة كيفية الرد على الأشخاص المتشددين أو المتطرفين عبر الإنترنت ولاسيما وأن الأغلبية من الطالبات يقضين معظم الوقت على الاطلاع على مواقع الإنترنت. وشاركت عدد من متعاونات حملة السكينة خلال لقاء الحملة مع طالبات الجامعة من خلال التنسيق من أصل سبع نساء متعاونات بحملة السكينة لتعزيز مبدأ الوسطية ونبذ الغلو والتطرف. يُشار إلى أن اللقاء والحوار والقصة والأفلام وسائل بمشاركة طالبات جامعة الأميرة نورة في تعزيز الوسطية ومحاربة الإرهاب مع حملة السكينة وفتح مجال المساهمة الاجتماعية في محاربة الإرهاب وتنمية الروح الإيجابية وتعزيز الوسطية والمفاهيم المعتدلة لدى الطالبات وتعريفهن بسمات الشخصية المتطرفة وكيفية معالجتها.