تعلمنا من مليكنا الصدق والوفاء والمثالية في السلوك وفتح لنا آفاق التعليم بكل درجاته، لأنه وسيلة التواصل وتوليد التقدم الحضاري، اختزل أزمنة طويلة في مدة قصيرة بجعل مداخيل المملكة تذهب إلى التنمية هذا الملك لا نستطيع إعطاءه حقه، إلا بالتفاعل والعطاء مع مشروعه الوطني المتسارع، فقد وفر الوسيلة المادية والمعنوية، وشجّع على الابتكار، وأسس أكاديميات توازي غيرها في العالم المتقدم، ووضع اهتمامه بالقاعدة الأساسية للتعليم والتصنيع، والتواصل مع العالم المتقدم بكل الوسائل، بما فيها الدعوات للعقول الكبرى في العالم بغية كسب التجارب والتعلم من تلك العقول المتخصصة في العديد من المجالات، وتوطين معارفهم وأفكارهم، وأساليب بحوثهم، هذا الملك نموذج متفرد بدعوته للإصلاح للمؤسسات بمختلف أنشطتها بحيث لا تقف على سارية الزمن بدون استعمال وتبني أدوات الحداثة وعالم المعرفة مع إدارة اقتصادية متطورة، وبهدف أن يضع شعبه في موقع الريادة، وهي عملية ليست سهلة، لأن تحضير شعب وإخراجه من أمية المعرفة، إلى التعامل مع مستحدثات التقنية، هما التحدي وميدان السباق في عالم اليوم والغد، لكن إرادة هذا الحكيم الكبير، ظلت متفائلة، لأنه يعرف مخزون وتاريخ شعبه، وبنى ثقته التبادلية معه وفق منظور بعيد المدى، وقد تطلع إلى مجتمع جديد يقوده جيل معاصر، وقد تحقق الكثير من الأماني في زمن قياسي، جاعلاً عامل الوقت قيمة بذاته .
فيصل شجاع العتيبي -سكرتير رئيس بلدية القويعية