|
سبقت الأوامر الملكية - الثلاثة عشر- إطلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- في اللحظة التي كانت طائرته تلامس أرض الوطن. فكانت نواياه الخيرة - دائماً - تقود أعماله إلى مخرجات مثمرة، لها وقعها وصداها عند الناس؛ لتفتح أمامنا آفاقاً واسعة، وفرصاً أكيدة في إنجاز الإصلاحات، وتحقيق الطموحات.
إذا كان الأمر يختلف مع قامة إنسانية - كانت ولا تزال - ملء السمع، والبصر. فإن الأوامر الملكية، لم تستهدف سوى المواطن. وهي رسالة تجسد عمق التواصل مع المواطن، ومدى إنصات خادم الحرمين الشريفين بوعي ويقظة، إلى حاجات شعبه ومتطلباته، والاعتناء بتحقيق آمالهم وطموحاتهم، وتفقد أحوالهم، وتلمس أوضاعهم واحتياجاتهم.
ثلاثة عشر أمراً ملكياً، استهدفت رفع المستوى المعيشي للمواطن، وتوفير أسباب الحياة الكريمة له. وهي قرارات أرادها لشعبه، إيماناً منه، أنها: خير وأبقى، لا تقبل التباطؤ، أو التأجيل، بلغت : «131» مليار ريال. ويبقى الدور على الجهات المعنية أن تباشر عملية جادة في معالجة الأوضاع، ورسم خارطة الإصلاح، وأن تحدد مدداً زمنية، يتم من خلالها تفعيل القرارات، لتحقق ما وكل إليها من أعمال، وتصبح واقعاً معاشاً، تسعى نحو تطوير هذا الوطن الكبير، فهو بحاجة إلى جهودنا مجتمعين، وأن تتوسع الخيارات في بنائه.
المواطن، أصبح اليوم واعياً؛ للقيام بواجباته الأساسية، والمطالبة بحاجاته الهامة. ولذا - فهو سيسأل عن تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع، وألا تكون غير ذات قوة فاعلة، فنتأخر عن التطبيق بحجج غير واضحة، وغير مفهومة، أو بحجة الاستمرار في عملية البيروقراطية المعيقة. فالحاجة إلى تفعيل القرارات الملكية في مثل هذه القضايا المصيرية مطلب مهم؛ ليكون مشروعاً يستوعب تطورات العصر، والانتقال بها ضمن نطاق تحقيقها الفعلي.
سيمر التاريخ من هنا، ووطننا يعيش حاضراً زاهراً من الأمن والاستقرار - بإذن الله - في زمن التوترات والاضطرابات، من خلال تتبع الأحداث المتسارعة من حولنا، وتسجيلها. وسيبقى الوطن هو الحب والعشق، بل سيبقى الأغلى والأكبر، فهو حكاية زمان ومكان. ومن واجبنا أن نُقدسه في كل لحظة نعيشها، وذلك باستحضار الأمل، والعمل، والإخلاص؛ لنكون الجنود المجهولين، الذين يسخرون كل ما لديهم من طاقة في خدمة الوطن، والعمل من أجله، وصناعة بعض مجده.
د. سعد بن عبد القادر القويعي -
drsasq@gmail.com