استهل كلمتي هذه بتهنئة نفسي والوطن والأمة الإسلامية والعربية بمناسبة عودة حكيم بلادنا وقائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله. أقول: لقد شعرت بالألم حينما طالعتنا الأنباء بالعارض الصحي الذي ألمَّ به -سلمه الله، ولكني لم أشعر بالخوف حينما رأيته يأخذ بأسباب الشفاء ويمضي نحو العلاج، ذلك أنه كان في أيام مباركات من شهر ذي الحجة، حيث ينتظر المسلم من الله تعالى فيها كل خير، فهي أيام فاضلات، وساعات ترجى فيها الدعوات. وما من مخلص في هذه البلاد المباركة إلا ولهج لسانه بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- راجياً له الشفاء والسلامة والعودة القريبة العاجلة. وها نحن في هذه المناسبة السعيدة الغالية على نفس كل مواطن ومواطنة نشهد واقعاً علامات الإجابة، ونرى القامة الشامخة لقائد مسيرتنا وباني نهضة أمتنا سامقة كعادتها مفعمة بالحيوية، تحفها كل دلائل البِشْر.
لقد عاد خادم الحرمين -حفظه الله- مكللاً بتاج الصحة والعافية، عاد إلى وطنه وشعبه، فعادت معه المسرات، وبردت الأكباد الحرّى التي كانت تتألم لبعده، وتشتاق لعودته، ثم عبروا عن صادق مشاعرهم بمظاهر الابتهاج والفرحة التي عمت كافة أنحاء المملكة، واشترك فيها الكبير والصغير، مصورين أجمل مظاهر اللحمة والتكاتف والتعاضد بين الشعب وقائده الحكيم، وكأنهم يقولون: أنت لنا ونحن لك، لا نقيل ولا نستقيل.. نعم هذه هي ثقافة أبناء وبنات بلادنا، وهذه مبادئنا التي نعض عليها بالنواجذ. إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لم يحتلّ تلك المساحة الكبيرة من قلوب المواطنين إلا لأنه جدير بالمحبة والتقدير والاحترام، فهو القائد الحريص على شعبه، والباذل لكل ما يمكنه في سبيل إسعاده وبناء نهضته التي تشهد قفزة نوعية لا نكاد نرى شبيهاً لها، مبتغياً بناء شخصية وطنية مميزة علمياً واجتماعياً.. وفي كافة مجالات الحضارة الإنسانية، ولا أدل على ذلك من توظيف الميزانيات المتعاقبة لأجل ذلك الغرض النبيل والهدف السامي، والسبب في ذلك أننا – كما قال حفظه الله: «دولة بارك الله في خيرها وأكثره، وهي بركة الحرمين الشريفين اللذين شرفنا الله مع شعبنا بخدمتهما، فهي أرض الرسالات، والخير كثير فيها... والميزانية ذات أرقام مدروسة، وفلسفتها والغاية منها تحسين وتطوير البنية التحتية الاجتماعية، إلى جانب البنية التحتية للوطن السعودي كله، فضلاً عن الاهتمام بالمسار الاقتصادي وتطويره ككل... وأعيد القول: إن بلادنا بلاد خير، ولن تقل الميزانيات المقبلة عن ميزانية هذا العام، بل ستزيد وتزيد، ولذلك نقول: قليل من الصبر وكثير من الشكر لله الذي أنعم على بلادنا بهذه النعمة، فالكل سينال فرصته -بمشيئة الله. يا خادم الحرمين الشريفين؛ بشفائكم وعودتكم شُفِي كل موعوك لأجلك، وقرت العيون بلقياك، وسكنت القلوب الحائرة، وهجعت الأطراف الساهرة، فالحمد لله دائماً وأبداً، وأسمى وأعطر التهاني أرفعها إلى سمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني بمناسبة عودة وشفاء الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أدام الله توفيقه، وحفظه على كل حال وفي كل حين.
وكيل جامعة الخرج