سخر الله لشعب المملكة العربية السعودية قيادة حكيمة، قادرة على النظر للأمور بعين ثاقبة، تمتاز بالقراءة الحكيمة للمستقبل، النظرة العميقة التي تقدر الأحداث، وتدرك أبعادها، لهذا كانت سياسات المملكة الداخلية والخارجية منصبة على التعقل في إصدار القرارات، وعلى عدم التسرع في الأحكام، السياسة الداخلية المعتمدة على تلبية حاجات المواطنين، وتلمس كل ما يخدم الإنسان السعودي، وخير شاهد على ذلك القرارات الأخيرة التي أصدرها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبَّان وصوله إلى المملكة، بعد عودته سالماً معافى من رحلته العلاجية الأخيرة، تلك القرارات التي بدأت بشكل مباشر بالنظر في البطالة والعمل على معالجة هذا الملف الذي كان ينظر إليه البعض على أنه من الملفات العالقة، وأيضاً صرف معونات للشباب الذي لم يجد فرصة عمل، هناك أيضاً الدعم المالي الكبير الذي شمل بنك التسليف وصندوق التنمية العقارية، والضمان الاجتماعي، وكذا النظر إلى المراتب الوظيفية والعلاوات سواء أكانت مدنية أو عسكرية، والنظر في إستراتيجية إحلال وتوطين الوظائف في القطاع الخاص، هذه مسائل مؤرقة تمثل لب، وجوهر الاحتياجات للمواطن السعودي التي كانت تؤرق الكثيرين، وربما كانت شغلهم الشاغل، من الأمور التي اهتم بها خادم الحرمين الشريفين - ملك القلوب - وقبل توليه مقاليد الحكم قضايا الفقر التي أثمرت بعد زيارته الشهيرة لعدد من الفقراء في أحياء مدينة الرياض عن تكوين صندوق للفقر، وعن خطة إستراتيجية لمعالجة الفقر الذي هو الآخر - وإن كان الأقل قياساً بكثير من دول العالم، لكنه يشكل هاجساً يشغل بال القيادة الحكيمة، وتأتي أيضاً أزمة سكان جدة التي ظهرت للسطح من جديد في هذا العام لتمثل هي الأخرى - هماً - تستشعره القيادة وتعمل على معالجته، وإيجاد الحلول الناجعة للأزمة التي يعانيها أهالي مدينة جدة بعد هطول الأمطار والتي يتبناها بشكل جاد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
إننا أمام حزمة من الإنجازات، وأمام حزمة من العطاءات الخيرة لهذا الوطن الذي يتمازج، ويتلاحم قيادته مع شعبه ليمثل ملحمة الحب والعطاء، ملحمة الوفاء التي رأيناها بأعيننا في شوارع الرياض في الأيام القليلة الماضية بعد عودة خادم الحرمين الشريفين إلى المملكة سالماً معافى وكيف تكالب المواطنون كباراً وصغاراً لاستقباله منذ وصوله إلى مطار خالد الدولي بالرياض يوم الثلاثاء الماضي، ثم كيف مثلت الأيام التي تلت هذا الحدث الهام كرنفالات من الحب للقيادة الحكيمة وللمليك المفدى في الاحتفالات التي أقامها الأهالي في مواقع مختلفة من المملكة، وفي أحياء متعددة داخل الرياض، إلى جانب تجمهرات الحب التي جسدها شباب هذا الوطن لقيادته في شوارع الرياض التي عايشناها، وعايشها الملايين عبر وسائل الإعلام المختلفة، إن هذا الحب الكبير لهو خير رد لإخراس الأفواه الناعقة التي تشكك في حجم هذا التلاحم، وحجم هذا الوفاق بين القيادة والشعب، ونبل العطاء من لدن القيادة، وحجم الوفاء من أبناء هذا الوطن، حفظ الله بلادنا من كل سوء، وحفظ قيادتها الرشيدة وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني.