في شهر سبتمبر تلقى دعوة من الرئيس الأمريكي لحضور حفل تكريمه الذي يقام في حديقة البيت الأبيض تحت رعاية الرئيس نفسه، حضر الضيف في الموعد المحدد للحفل وجلس إلى جوار الرئيس الأمريكي بحضور شخصيات وطنية مهمة، وبدأت مراسيم الاحتفال المهيبة، كان الحفل يبث مباشرة على كثير من القنوات الفضائية. بقي أن تعرف عزيزي القارئ أن الشخصية المكرمة هنا هو «معلم» تم اختياره وفق معايير متشددة ليكون معلم العام في الولايات المتحدة، هذا التكريم السنوي لا يحظى به المهندس ولا الطبيب ولا المحامي ولا القاضي على أهمية عمل كل منهم، فقط المعلم هو الذي يكرم سنويا على مستوى الرئاسة. يقول كاتب مرموق قد تكون جراحا ماهرا في غرفة العمليات، وقد تكون محاميا متمكنا تدافع عن قضية معقدة، وقد تكون ضابطا تتولى عملا مهما في البنتاجون، وقد تكون مهندسا تصمم ناطحة سحاب عظيمة، أيا كان عملك فلن ترقى أهميته إلى أهمية عمل المعلم. بقي أن نعرف أن هذا الاهتمام المجتمعي والسياسي بالمعلم هو الخيط الذي قادهم إلى القمة، وبقي أن تعرف أيضا أن تقليلنا وتهميشنا لدور المعلم (خصوصا معلم الابتدائي) مقابل إعجابنا الشديد بالطبيب والمهندس هو الخيط الذي سيقودنا حتما إلى القاع، لا تسألوا التربويين عن صحة هذا الكلام بل اسألوا الأطباء والمهندسين والمحامين المنصفين أنفسهم.
(*) جامعة الملك سعود