هناك معاناة يشكو منها معظم أهالي تلك القرية والمارين من ذلك الطريق وهو الطريق المار من قرية القرين إلى محافظة الرس في منطقة القصيم ذلك الطريق الطويل المظلم هو من وجهة نظري الأفضل أن يسمى «طريق الموت»، حيث تتكاثر الحوادث شبه اليومية وتتعذب الأرواح البريئة وتتعدد الخسائر البشرية والمادية والمعنوية حتى كاد من يقطن في ذلك المكان يشعر بالهلع بمجرد سماعه لصوت رنين الهاتف وكأنه يترقب مصيبة ويتمتم - يا الله سترك يا الله سترك- من ذلك الطريق المؤدي إلى الهلاك.. والسؤال الذي يدور في مخيلتي من المسؤول عن هدر تلك الأرواح المنتهكة؟ هناك من توفي بسبب ذلك الطريق المريع وهناك من أصابته لعنة الشلل الأزلي ليبقى قابعاً في ذلك السرير الأبيض منتظراً صعود روحه إلى السماء، وهناك من أصابه الهلع لارتطامه بسيارة أخرى وغير ذلك الكثير مما تعد ولا تحصى من كوارث جسيمة خالدة في الأذهان ومؤثرة في القلوب ومناظر مفزعة وأحداث مريبة وقصص لا متناهية من هذا الطريق المشئوم..
أعلم بأن هذه أقدار قد كُتبت قبل خلق السموات والأرض بآلاف السنين، ولكن هناك مسببات كانعدام الإضاءة في طريق حالك السواد ليلاً «تحديداً من بعد محطة الوادي».. أين أعمدة الإنارة! على الرغم من أنه من أهم الطرق المؤدية إلى مدينة الرس وطريق حيوي جداً إلا أنه شبه ميّت بالخدمات وأكبر دليل عدم تواجد أقل حقوق الطريق وهو الإنارة!
ذلك الطريق ينقصه الكثير ليرتقي إلى الأفضل، ولجهلي بالمسؤول أو بالأصح لتعدد المسؤولين عن ذلك سأناشد الجهات المعنية من وزارة المواصلات وشركة الكهرباء والبلدية لاتخاذ الإجراءات السريعة قبل أن تنتهك الأرواح أكثر وأكثر لتصل إلى أعداد مخيفة تتجاوز التصورات وقبل أن تكون الحوادث ظاهرة لا تحمد عقباها.. أتمنى منهم الاستجابة على الفور ووضع أعمدة لإضاءة الطريق الممتد من قرية القرين إلى مدينة الرس للمحافظة على الأرواح البريئة وأيضاً وضع السياج لمنع الإبل من تجاوز هذا الطريق..
العمل أمانة لذلك يجب أن يبادر المسؤولون باتخاذ الإجراءات العاجلة لتنفيذ هذا المشروع البسيط الذي لن يكلف قيمة نفس بشرية واحدة.. الأرواح ثمينة حافظوا عليها بسياج طولية، وأعمدة ضوئية.
أماني موسى السليمي